جدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوته إلى اللبنانيين للمشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 15 مايو القادم، معتبرا أنه يوم التغيير. وثمن دور الوزارات والبعثات الدبلوماسية وحسن إدارة العملية الانتخابية التي بدأت خارج لبنان.
وقال الراعي اليوم (الأحد): «نثمن دور الحكومة والوزراء المعنيين وأركان السفارات والبعثات الدبلوماسية على حسن إدارة هذه العملية. لقد رأينا اللبنانيات واللبنانيين يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، ومعالم القهر والغضب والأمل بادية على وجوههم».
وأضاف: «كانوا مقهورين لأنهم اضطروا إلى مغادرة لبنان تاركين بيوتهم وعائلاتهم، وكانوا غاضبين على الذين تسببوا بهجرتهم القسرية خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة، وكانوا متأملين بأن تساهم مشاركتهم الكثيفة في الاقتراع في التغيير السياسي فينحسر هذا الليل الدامس وتتحسن الأوضاع ويعودون».
وتابع الراعي: «لاحظنا أنهم بغالبيتهم في عمر الشباب وفي عز العطاء، فهل تعي الجماعة السياسية أي لبنانيين هجرت ومدى الأذى الذي ألحقته خياراتها وأداؤها وفسادها بأجيال لبنان ومستقبل هذه الأمة العظيمة؟».
واعتبر أن الانتخابات النزيهة تبدأ بالديموقراطية الصحيحة، ومن كثافة الاقتراع الواعي والحر تستمد الانتخابات شرعيتها الشعبية مع شرعيتها الدستورية.
ولفت إلى أن معيار الاختيار الانتخابي اليوم هو الوقوف أمام الأهوال والمآسي والكوارث، والضحايا والمصابين والدمار بعد تفجير مرفأ بيروت، والانهيار الاقتصادي والمالي، وحالة الجوع والفقر والعوز والتهجير وفقدان الغذاء والدواء، وتعطيل المؤسسات وضرب القضاء والهيمنة على الدولة وقرارها الوطني، وترك الحدود سائبة لكل أنواع التهريب دخولا وخروجا.
وشدد الراعي على أنه الأوان أن تستيقظ أيها الشعب، مؤكدا أن عملية إنقاذ لبنان الديموقراطي ممكنة، بل حتمية إذا انبثق حكم وطني جديد بعد الانتخابات النيابية، قادر على مصالحة الشعب مع دولته ومصالحة الدولة مع العالم.