بين التعبئة وإعلان النصر تتراوح خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واعتبرت شبكة «إن بي سي» الأمريكية أن العالم يترقب عرض يوم النصر بشغف كبير تحسبا لمفاجآت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنتظرة، إذ يمتد الفضول إلى ما سيقوله الرجل الذي يدرك أن العالم كله يترقب بإمعان شديد تلك اللحظة.
ويتوقع الخبراء عددا من التصريحات التي يمكن أن يدلي بها بوتين، وتتمثل في 3 سيناريوهات، وهي:
إعلان الحرب، ما يسمح له باستدعاء المزيد من جنود الاحتياط، وإصدار أمر بالتعبئة الجماعية للذكور في سن القتال، ما قد يؤدي إلى إطالة الصراع لأشهر، إن لم يكن لسنوات.
وقال الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية فيليب واسيليفسكي إن تعيين أوكرانيا منطقة حرب من شأنه أن يحول الصراع إلى صراع وجودي لنظامه. وأضافت الباحثة الروسية في معهد دراسات الحرب ناتاليا بوجايوفا أن التعبئة الكاملة مكلفة للغاية من الناحية السياسية، وتضع بوتين في موقف يهدد استقرار نظامه. ولفتت إلى أنه لمجرد أن الروس يدعمون الحرب وبشكل خطابي متزايد لا يعني ذلك أنهم يريدون القتال والموت فيها.
من جهتها، أفادت نائبة الأمين العام السابقة لحلف شمال الأطلسي روز غوتيمولر بأن «الجيش الروسي غاضب من حال النزاع، ويريدون أن يظهروا أنهم قادرون بالفعل على الانتصار هنا».
وانتشرت على مدى أسابيع تقارير تفيد باحتمال استخدام بوتين 9 مايو منصة لإعلان النصر في شرق أوكرانيا. وفي حال تمكنت القوات الروسية من كسر شوكة المقاومة الأوكرانية في ماريوبول فقد يحاول الالتفاف لتحويل الحصول على جسر بري بين البر الرئيسي وشبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا في 2014) إلى انتصار، وإن كان أقل مما كان يأمل في الأصل، وفق الشبكة الأمريكية.
وقال ممثل السفير الأمريكي السابق لمفاوضات أوكرانيا كيرت فولكر: «بالنسبة لبوتين، يتعلق الأمر بمحاولة إضفاء وجه جيد على ما كان عملية عسكرية سيئة». وتوقع أن يسعى بوتين إلى إجراء استفتاءات على الاستقلال في المناطق التي استولت عليها القوات الروسية كما فعل في 2014.
وباستثناء الحرب الشاملة أو المصالحة، قد يستدعي بوتين المزيد من الجنود للمساعدة في العمليات في دونباس، مع التركيز على الأفراد الذين خدموا بالفعل في النزاعات الأخيرة أو من المناطق المتاخمة لأوكرانيا. ومن المرجح أن يكون هذا أكثر قبولًا لكل من الكرملين والجمهور الروسي. كما أنه سيوفر لموسكو بعض الوقت لتجديد قدرتها على أرض المعركة. وأضاف فولكر أن بوتين ربما تعلم من الانسحاب من كييف، حيث أضاع الجيش الروسي فرصة إعادة التنظيم قبل المضي قدمًا في هجوم دونباس.
وكان مسؤولون أوكرانيون حذروا من أن بوتين يخطط للإعلان عن تعبئة جماهيرية، أو حتى إعلان الحرب ضد أوكرانيا، واستدعاء الأفراد والموارد التي لم يتم استغلالها في ظل ما يسمى بـ«العملية الخاصة» الروسية التي بدأت في 24 فبراير الماضي.
ونفى الكرملين التخطيط لتعبئة، على رغم أن بعض الروس سربوا أوراق استدعاء وأوامر حكومية تتعلق بتعبئة محتملة تم نشرها على مواقع إنترنت محلية.