-A +A
«عكاظ» (بيروت) okaz_online@
استبعد خبراء أن تقود نتائج الانتخابات النيابية في لبنان المقررة بعد غد (الأحد) إلى إحداث تغيير كبير في المشهد السياسي في بلد غارق في أزمات سياسية واقتصادية طاحنة. ويتخوف المراقبون أن تستغل مليشيا «حزب الله» دعوات مقاطعة السنة التي أطلقها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لصالحها في محاولة تأليف لوائح انتخابية وعقد صفقات لصالحها لتحقيق أكبر قدر من المكاسب. ولفت مراقبون إلى أنه تعد هذه أول مرة منذ استقلال لبنان في 1943 التي يشهد فيها انتخابات من دون قطب سني، إلا أن ثمة توقعات بعودة ظهور أقطاب سنيّة عدة بعدما كان «سعد» الزعيم شبه الوحيد على الساحة السنية، إذ تحرّكت وجوه سنيّة تقليدية على غرار رؤساء الحكومات السابقين لمحاولة تأليف لوائح انتخابية بهدف الحيلولة دون استثمار «حزب الله» الوضع الراهن لصالحه.

يذكر أن تيار المستقبل الذي كان يتزعمه سعد الحريري كان له 18 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته.


ورغم خطيئة سعد بالدعوة لمقاطعة الانتخابات داخل تياره، فإن ترشح أحد صقور التيار النائب مصطفى علوش، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في مدينة طرابلس وهي أحد معاقل الحريري في شمال لبنان، اعتبره مراقبون سياسيون تحدياً لقرار العزوف.

وأكد علوش أن الانسحاب أسوأ من التشتيت، لأنه يفيد القوى الأخرى المنافسة في إشارة إلى «حزب الله»، وانتقاده قرار سعد. ولفت إلى أنه في حال حصل حزب الله على الأكثرية، فإنه يتعيّن على بقية الأطراف أن تذهب إلى المعارضة المتماسكة ضد هذا المشروع.

ودخلت دار الفتوى باعتبارها المرجعية السنية في لبنان على خط رفضها لقرار سعد بالمقاطعة والعزوف، محذرة من خطورة الامتناع عن الاقتراع ودعت إلى المشاركة الفعلية والكثيفة.

يذكر أن المقاعد السنية في مجلس النواب يتنافس عليها مرشحون من تيار المستقبل بعد أن رفضوا قرار سعد، وآخرون مدعومون من رؤساء حكومات سابقين، ومرشحون مستقلون ومن مجموعات المعارضة التي أفرزتها احتجاجات 17 أكتوبر 2017، إضافة إلى مرشحين سنة آخرين.