قدر السُنّة في لبنان أنه على رأس كل 100 عام يأتي من يجدد لهم مرجعيتهم.
عام 1920 لا يختلف كثيراً عن عام 2022، يقف السُنّة في التاريخين على مفترق طريق مصيري. يواجهون تحديات جمّة واستحقاقات داهمة، ودائماً هي العمامة البيضاء عمامة المفتي الفيصل في اتخاذ هذا القرار.
عام 1920 دعت القيادات السياسية السُنّية إلى مقاطعة قيام دولة لبنان الكبير، وانطلقت موجة التخوين وكانت طرابلس في حينه متمردة مقاومة لهذا التدبير. تحمّل مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا كل السهام والطعنات، حتى اتهام البعض له بأنه يخالف الدين. كان يدرك في عمق عقله الحكيم، وبُعد نظرته لمصلحة المسلمين أنهم يجب أن يكونوا شركاء في قيام دولة لبنان الكبير، وأن يتصدّوا في الصفوف الأولى ليكون لهم القرار في لحظة التأسيس، وفي ولادة هذا الوطن الجديد.
ذهب المفتي نجا إلى قصر الصنوبر، لا يلتفت إلى الوراء ولا إلى اليسار ولا إلى اليمين. ينظر إلى المستقبل، إلى مصالح ناسه وأهله وهو مدرك أنّ سقوط الدولة العثمانية ليس بالأمر الصغير. دخل إلى قصر الصنوبر رافع الجبين، جلس مع البطريرك إلياس الحويك لأنه مؤمن أنّ لبنان لا يطير إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، إن أراد أن يعبر إلى الشاطئ الأمين. وقف دون أن يتخلى عن لقب منحه له ولي أمر المسلمين وقال: «نعم لقيام دولة لبنان الكبير»، بقراره ما زال لبنان إلى اليوم هذا الوطن الجميل، فيما الداعون إلى المقاطعة والرفض باتوا في غياهب التاريخ.
اليوم يقف مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، مدركاً حجم المخاطر والشرور والأشرار، مدركاً أنّ مطاريد الزمن من فرس وعجم قد نصبوا لسُنّة لبنان الفخ الكبير. وقف عكس التيار رافضاً مقاطعة الانتخابات، مؤكّداً لكل من التقاه أنه انتهى زمن التفكير الصغير. انتهى زمن التلهي والعبث بمصير الناس، ومستقبلهم وبالهيمنة على قرارهم عبر زعيم أو موظف كبير. قال لا لمقاطعة الانتخابات، طالباً من أبنائه في البقاع والشمال وبيروت أن يذهبوا ليدلوا بأصواتهم، ليؤكّدوا أن هذا الوطن لبنان الكبير هم من شاركوا بتأسيسه، وهم من سيعيدون بناءه كان الزمن طويلا أم قصيراً.
المفتي مصطفى نجا عام 1920 قال لكل الساسة والزعامات الصغير منها والكبير، أن مرجعية أهل السُنّة والجماعة في دار الإفتاء ليس في أي دار أو دكان أو حيّ صغير، واليوم بعد 100 عام يقف المفتي عبداللطيف دريان ليؤكّد مرجعية هذه الدار، وأن بعد كلام المفتي ليس هناك من كلام وتحديداً عندما يختص الكلام بتقرير المصير.
عام 1920 لا يختلف كثيراً عن عام 2022، يقف السُنّة في التاريخين على مفترق طريق مصيري. يواجهون تحديات جمّة واستحقاقات داهمة، ودائماً هي العمامة البيضاء عمامة المفتي الفيصل في اتخاذ هذا القرار.
عام 1920 دعت القيادات السياسية السُنّية إلى مقاطعة قيام دولة لبنان الكبير، وانطلقت موجة التخوين وكانت طرابلس في حينه متمردة مقاومة لهذا التدبير. تحمّل مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا كل السهام والطعنات، حتى اتهام البعض له بأنه يخالف الدين. كان يدرك في عمق عقله الحكيم، وبُعد نظرته لمصلحة المسلمين أنهم يجب أن يكونوا شركاء في قيام دولة لبنان الكبير، وأن يتصدّوا في الصفوف الأولى ليكون لهم القرار في لحظة التأسيس، وفي ولادة هذا الوطن الجديد.
ذهب المفتي نجا إلى قصر الصنوبر، لا يلتفت إلى الوراء ولا إلى اليسار ولا إلى اليمين. ينظر إلى المستقبل، إلى مصالح ناسه وأهله وهو مدرك أنّ سقوط الدولة العثمانية ليس بالأمر الصغير. دخل إلى قصر الصنوبر رافع الجبين، جلس مع البطريرك إلياس الحويك لأنه مؤمن أنّ لبنان لا يطير إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، إن أراد أن يعبر إلى الشاطئ الأمين. وقف دون أن يتخلى عن لقب منحه له ولي أمر المسلمين وقال: «نعم لقيام دولة لبنان الكبير»، بقراره ما زال لبنان إلى اليوم هذا الوطن الجميل، فيما الداعون إلى المقاطعة والرفض باتوا في غياهب التاريخ.
اليوم يقف مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، مدركاً حجم المخاطر والشرور والأشرار، مدركاً أنّ مطاريد الزمن من فرس وعجم قد نصبوا لسُنّة لبنان الفخ الكبير. وقف عكس التيار رافضاً مقاطعة الانتخابات، مؤكّداً لكل من التقاه أنه انتهى زمن التفكير الصغير. انتهى زمن التلهي والعبث بمصير الناس، ومستقبلهم وبالهيمنة على قرارهم عبر زعيم أو موظف كبير. قال لا لمقاطعة الانتخابات، طالباً من أبنائه في البقاع والشمال وبيروت أن يذهبوا ليدلوا بأصواتهم، ليؤكّدوا أن هذا الوطن لبنان الكبير هم من شاركوا بتأسيسه، وهم من سيعيدون بناءه كان الزمن طويلا أم قصيراً.
المفتي مصطفى نجا عام 1920 قال لكل الساسة والزعامات الصغير منها والكبير، أن مرجعية أهل السُنّة والجماعة في دار الإفتاء ليس في أي دار أو دكان أو حيّ صغير، واليوم بعد 100 عام يقف المفتي عبداللطيف دريان ليؤكّد مرجعية هذه الدار، وأن بعد كلام المفتي ليس هناك من كلام وتحديداً عندما يختص الكلام بتقرير المصير.