انتفضت عدة مدن إيرانية ضد نظام الملالي، وردد المتظاهرون في نارمك شمال شرق العاصمة اليوم(السبت) هتافات «ارفع صوتك وطالب بحقك.. فليسقط حكم المرشد»، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الطحين والخبز وسلع غذائية بعد أن رفعت الحكومة الدعم عنها.
ورفع المحتجون هتافات «لا نخاف من المدافع والدبابات»، و«ليسقط حكم الملالي»، مقاطع مصورة نشرها ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالت الاحتجاجات مدنا أخرى في البلاد جراء ارتفاع الأسعار والنقص الحاد في بعض المواد الغذائية الأخرى. وشهدت مدن بوروجارد ودرود بمحافظة لورستان، ومدينتا جونكان وفارسان بمحافظة جهار محل بختياري، ودهدشت بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد، احتجاجات مماثلة. وردت قوات أمن النظام بالغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
من جهته، زعم وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أن المظاهرات لم تكن واسعة النطاق، وقال: «شعبنا لم يستجب لنداءات الأعداء، فقط بضع عشرات من الناس تجمعوا».
وكانت شرارة الغضب اندلعت قبل أيام بعد خفض الحكومة الدعم على القمح المستورد، ما أدى لرفع الأسعار بنسبة 300 % في مجموعة من السلع الغذائية القائمة على الطحين، في وقت وصل معدل التضخم الرسمي إلى نحو 40 %.
ويعيش أكثر من نصف سكان إيران البالغ عددهم 82 مليون نسمة تحت خط الفقر.
وقد فاقمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الوضع سوءاً، بعد أن ارتفعت أسعار الغذاء بشكل كبير في أنحاء الشرق الأوسط بسبب أزمات سلاسل الإمداد العالمية، لاسيما أن طهران تستورد نصف زيوتها للطهي من كييف، حيث منع القتال الكثير من المزارعين عن حقولهم.
وأعادت الاحتجاجات إلى الأذهان مظاهرات العطش، ومن قبلها رفع أسعار الوقود قبل نحو 3 سنوات حين اجتاحت موجة غضب واسعة كانت الأعنف منذ إقامة «الجمهورية الإسلامية» عام 1979 كل أنحاء البلاد، ما أدى إلى مقتل مئات المتظاهرين في حملة قمع غير مسبوقة، وفق ما أفادت في حينه منظمة العفو الدولية.