وثقت نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أعلنها وزير الداخلية بسام مولوي اليوم (الثلاثاء) بعد انتهاء عمليات الفرز، الواقع الجديد الذي كبد «حزب الله» خسارة مدوية، وبعملية حسابية تقريبية لعدد المقاعد التي حصدها معسكر الحزب وحلفائه فإنه لن يتجاوز 59 مقعداً من أصل 128 مقابل 69 مقعداً للكتل السيادية والتغيرية والمستقلة التي قد تجتمع في قادم الأيام بمعسكر واحد وفقاً لصيغتين: الأولى إذا كانت تطمح إلى تكبير حجمها بوجه حزب الله، والثانية قد تجتمع على القضايا الملحة التي نادت بها قبل خوضها للانتخابات وأبرزها مواجهة هيمنة الحزب.
المعارك الثلاث الأساسية المرتقبة التي سيخوضها النواب أنفسهم قد تؤسس لشكل التحالفات التي قد تكون عليها صورة السلطة، بدءاً من معركة انتخاب رئيس جديد لمجلس نواب جديد مروراً بتسمية شخصية جديدة لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية.
وقبل بدء المعارك لا بد من طرح السؤال: كيف سيتعاطى «حزب الله» مع هذه الخسارة؟
الإجابة يمكن أن نستخلصها من موقف النائب محمد رعد الذي أدلى به في الساعات الماضية، والذي قد يكون مؤشراً أولياً إلى ما سيكون عليه موقف الحزب، إذ حذر رعد من الذهاب إلى إسقاط لبنان ومن اندلاع حرب أهلية في حال رفض الفريق الآخر تشكيل حكومة توافقية، وهو تهديد علني لمن لن ينصاع لشكل الحكومة التي يريدونها.
وقال نصّاً: «إذا لم تريدوا حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية، فنحن نرتضيكم أن تكونوا خصوماً لنا في المجلس النيابي، لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعاً لإسرائيل، لذلك عليكم التعاون معنا وإلا فإن مصيركم العزلة، نحن نحرص على العيش المشترك وإياكم أن تكونوا أعداء لنا. فالسلم الأهلي خط أحمر، وإياكم أن تخطئوا الحساب معنا».
أما السؤال الثاني المطروح فهو: هل الشارع السني اليوم أفضل من دون سعد الحريري؟ مراقب يجيب لـ «عكاظ» بقوله: صحيح أن الواقع السني الجديد وفقاً لنتائج الانتخابات قد لا يفرز عنه تنصيب ولي أمر للسنة ولا زعيم، ولكنهم باتحادهم قد يقلبون المعادلة التي أرساها سعد طيلة فترة تزعمه لهم، وذلك من خلال رفع الصوت الذي لم يكن يعلو بوجوده حيث كان يخوض معاركه الخاسرة باسمهم.