يبدو أن معركة ماريوبول التي تعتقد أوكرانيا أن عشرات الآلاف قُتلوا فيها تحت القصف والحصار الروسي الذي استمر شهورا، قد انتهت بإعلان الاستسلام، إذ أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأربعاء)، بأن 694 مقاتلا أوكرانيا متحصنين في مصنع آزوفستال للصلب استسلموا خلال الساعات الـ24 الماضية. وأوضحت أنه منذ يوم (الإثنين) استسلم 959 مسلحاً من آزوفستال بينهم 80 مصاباً.
وعلى الرغم من التأكيدات الروسية بأنهم سيعاملون وفقاً للقانون، فإن الغموض يلف مصيرهم وسط مخاوف كييف من تنفيذ أحكام إعدام بحقهم.
والسيطرة الكاملة على المدينة يعد أكبر نصر تحققه القوات الروسية في الحرب أخذا في الاعتبار أنها تسيطر بالكامل الآن على ساحل بحر آزوف وعلى منطقة متصلة تمتد في شرق وجنوب أوكرانيا.
وبينما تحدث الجانبان عن صفقة تتخلى بموجبها جميع القوات الأوكرانية عن المصنع الضخم، لم يتم الإعلان بعد عن العديد من التفاصيل خصوصا حول مسألة الاتفاق على أي شكل من أشكال تبادل الأسرى. فيما أوضحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار في إفادة، أمس، أن كييف لن تكشف عدد المقاتلين داخل المصنع حتى يصبح الجميع بأمان.
ولم تتحدث السلطات في الجانبين عن أي إشارات عن مصير آخر المدافعين عن ماريوبول، ويبحث المسؤولون الأوكرانيون شكلا من أشكال المبادلة بأسرى روس لكنهم لم يوردوا تفاصيل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب، أمس (الثلاثاء): نأمل أن نتمكن من إنقاذ حياة رجالنا... بينهم جرحى يعانون إصابات خطيرة. يتلقون العلاج. أوكرانيا تحتاج لبقاء الأبطال الأوكرانيين على قيد الحياة.
واعتبر فوج آزوف الوحدة الأوكرانية التي صمدت في مصنع الصلب في بيان إنها حققت هدفها بالمقاومة لأكثر من 82 يوماً لتمكن أوكرانيا من الدفاع عن بقية أرجاء البلاد.
وفي تسجيل فيديو مرفق بالمنشور وصف دينيس بروكوبينكو القائد البارز لإحدى الوحدات قرار إنقاذ حياة رجاله بأنه «أعلى مستويات الإشراف على القوات».
وذكرت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن آلاف المدنيين قُتلوا في الحصار الروسي للمدينة الساحلية التي كانت مزدهرة، والتي كان عدد سكانها 400 ألف نسمة. ولم يتم إلى الآن إحصاء الإجمالي الفعلي للقتلى لكن من المؤكد أنه سيكون الأكبر في أوروبا منذ حروب الشيشان ومنطقة البلقان.
وعلى مدى شهور، اضطر سكان ماريوبول إلى العيش في أقبية تحت القصف الروسي المستمر عاجزين عن الوصول إلى الأغذية أو المياه النقية أو التدفئة، وتناثرت جثث القتلى في الشوارع التي تعلو الأقبية.