لاتزال مليشيا الحوثي تصر على إفشال الجهود الرامية لتحقيق السلام في اليمن عبر محاولة فرض رؤيتها على الأمم المتحدة بتنفيذ إجراءات أحادية الجانب تحمل أهدافا عسكرية، إذ عمدت إلى شق طريق ترابي بين شارعي الستين والخمسين شمال تعز للوصول إلى معسكر الدفاع الجوي الذي تسيطر على قوات الحكومة الشرعية.
واتهم الفريق الحكومي المفاوض في عمان الحوثيين بالسعي لإحباط جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عبر المضي في إجراءات أحادية والالتفاف على المشاورات الجارية في العاصمة الأردنية.
وقال الفريق في بيان له، اليوم (الأحد)، إن مثل هذه الأساليب التي اعتاد عليها الحوثيون لفرض رؤيتهم الأحادية، تخل بجوهر المشاورات الجارية، وتنسف الجهود الأممية في حلحلة هذا الملف الإنساني، وتكشف بجلاء نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها بنود الهدنة. ودعا المبعوث الأممي إلى الإسراع بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية في التصدي لهذه الألاعيب المفضوحة والضغط على الحوثي لوقف المهازل واحترام النقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وطالب فريق الحكومة المجتمع الدولي بإدانة الحصار الوحشي الذي تفرضه المليشيا على محافظة تعز منذ 7 سنوات وممارسة ضغوط جادة عليها لاحترام الاتفاقات والتفاهمات، والكف عن التعامل مع القضايا الإنسانية بهذه الطريقة المشينة، وسرعة الالتزام ببنود الهدنة الأممية التي تقضي بفتح الطرق الرئيسية وتسهيل حركة تنقل المدنيين والبضائع، باعتبارها حقا إنسانيا مكفولا في جميع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وأفادت مصادر محلية في تعز لـ«عكاظ» بأن المليشيا تشق طريقا وعرة وبعيدة تبدأ من شارع الستين مروراً بالخمسين عبر قرى ومناطق عسكرية تصل إلى جوار معسكر الدفاع الجوي وصولا إلى شارع الأربعين شمال مدينة تعز، محذرة من أن المليشيا تسعى لاستغلال الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية فشلت في تحقيقها طوال الفترة الماضية.
ولفتت المصادر إلى أن المليشيا صادرت عددا من أراضي المدنيين وممتلكاتهم بهدف شق هذا الطريق الذي يصل إلى المواقع الإستراتجية في معسكر الدفاع الجوي والمطار القديم، فيما ترافق المليشيا آليات عسكرية في إجراء استفزازي.
جاء ذلك في الوقت الذي انطلقت جلسة المفاوضات الجديدة في عمان لمناقشة فك الحصار عن محافظة تعز والخروقات الحوثية المستمرة للهدنة.