فيما حذر حلف شمال الأطلسي من امتداد الصراع لسنوات، بدأت القوات الأوكرانية، اليوم (السبت)، الانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك، التي أضحت شبه مدمرة بعد أسابيع من القصف وقتال الشوارع.
أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو أن آلاف المقاتلين الأوكران باتوا محاصرين، مؤكدين أن قواتهم تمكنت من تطويق أكثر من 4000 عسكري أوكراني قرب مدين ليسيتشانسك آخر المدن الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في لوغانسك، فيما قال رئيس بلدية هيرسك أولكسي بابتشينكو في جنوب من ليسيتشانسك، إن القوات الروسية دخلت البلدة واحتلت المنطقة بالكامل يوم الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس يحاولون محاصرة ليسيتشانسك، وشنوا هجمات على سيفيرودونيتسك لضمان السيطرة الكاملة عليها، وبالسيطرة على ليسيتشانسك المحاذية لمدينة سيفيرودونيتسك التي ستكون محور المعركة تصبح القوات قريبة من السيطرة الكاملة على لوغانسك وذلك بعد أن صمدت القوات الأوكرانية لأسابيع.
وأبدى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم خشيته من أن تواجه أوكرانيا ضغوطاً للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا، قائلاً لمحطات إذاعية في العاصمة الرواندية كيجالي، أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث: «تقول دول كثيرة إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية، وبالتالي فإن الضغط سيزداد لتشجيع وربما إجبار الأوكرانيين على قبول سلام سيئ».
واعتبر جونسون أن عواقب نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شق طريقه في أوكرانيا ستكون خطرة على الأمن العالمي وكارثة اقتصادية طويلة الأمد، فيما يرى نائب الأمين العام للحلف الدفاعي ميرتشا جيوانا أن الحرب الروسية الأوكرانية باتت تشهد دوراً أكبر للمدفعية..
وقال جيوانا خلال مؤتمر صحفي في رومانيا: «للأسف نتوقع نزاعاً طويل الأمد، وما يشبه حرب استنزاف، ستكون فيها خسائر كبيرة من الطرفين»، مضيفاً: «لا يوجد عدد كافٍ من القوات لدى أي طرف ليحقق انتصاراً حاسماً في الميدان».
وأشار نائب الأمين العام للحلف الدفاعي أن قمة الناتو التي ستقعد في مدريد يومي الأربعاء والخميس تاريخية وستعزز حضور الناتو في الجناح الشرقي، وسيعلن الزعماء عن الأبعاد وعن المساهمة الخاصة التي سيقدمها مختلف الحلفاء، متوقعاً مشاركة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في القمة وأن تكون منطقة البحر الأسود التي تتسم بأهمية حيوية واستراتيجية للناتو محل اهتمام واسع.