دخل لبنان مرحلة تأليف حكومة آخر العهد، حيث أطلق رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عجلة المشاورات النيابية غير الملزمة اليوم (الاثنين) والتي تستمر حتى يوم (الأربعاء)، ومن المرتقب أن يتوجه بعدها ميقاتي في أول زيارة له إلى قصر بعبدا بعد تكليفه، حاملاً معه أولى المسودات لشكل الحكومة إلى رئيس الجمهورية لإبداء الموافقة عليها.
ميقاتي ووفقاً للمراقبين سيسعى في أولى المسودات إلى طرح فكرة تأليف حكومة جامعة، وذلك بعد استطلاع مواقف كل الكتل وما إذا كانوا يريدون المشاركة في الحكومة أو المقاطعة، وإذا تعذر عليه الأمر فستكون هناك مسودة ثانية على أن تكون فيها حكومته الحالية على حالها لكن بصورة «معدلة» أي بتغيير بعض الوزراء تماشياً مع ما تتطلبه المرحلة، فتبقى الحقائب وفق التوزيع المعتمد طائفياً، مع أخذ الواقع السياسي والنيابي الجديد بعين الاعتبار.
مصدر سياسي مطلع أوضح لـ«عكاظ» أن تشكيل الحكومة يخضع للتوازنات والظروف السياسية، والضبابية السياسية الذي يمر فيه لبنان على مشارف نهاية العهد، فإن أمام الرئيس ميقاتي سيناريو واحد حتى هذه اللحظة، وهو «اللاتأليف»، و«اللاتعديل»، أي أنه سيستمر في «التصريف».
وختم المصدر قوله: «وفقاً للظروف السياسية الراهنة التي يدركها ميقاتي جيداً، فإن مهمته صعبة جداً، أولاً لأن مسؤوليته كبيرة في عدم تقديم التنازلات من الحصة السنية التي تعرضت للكثير من الاهتزازات السياسية أخيراً، ثانياً الأخذ بعين الاعتبار الواقع البرلماني الجديد، خصوصاً أن هناك كتلاً بدأت تطالب بحصة متوازنة في حكومة لا حول لها ولا قوة، ثالثا كيفية التعامل مع مقاطعة الكتل البرلمانية ومنها كتل أساسية كالقوات اللبنانية، إذ أبدت في أول يوم من الاستشارات أنها غير مستعدة للمشاركة في حكومة آخر العهد، أو في حكومة وحدة وطنية كون المرحلة تتطلب العمل والإنقاذ، والتي قابلها موقف من حزب الله عبر نوابه أن المقاطعة هي بمثابة رمي الأزمة في ملعب الآخرين، وهذا التباين يؤشر أن أي حكومة قد تولد فإنها ستولد ميتة، رابعاً والأهم ميقاتي يدرك أن الرئيس ميشال عون لن ينهي عهده بحكومة لا يكون له فيها الكلمة الأولى والأخيرة، ولا يكون لصهره جبران باسيل «حصة الأسد».