شن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هجوما حادا على الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، مطالباً في تصريحات تلفزيونية أمس (الأربعاء) بمنع عون من تشكيل حكومة على صورته وصهره قبل نهاية العهد. ووصف حكم عون بأنه الأسوأ على الإطلاق.
وقال: لا يوجد أي تفاهم بيننا وبين رئيس البرلمان نبيه برّي ولا حتى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، مضيفاً:«يريدون الاستعاضة عن رئاسة الرئيس عون بالحكومة التي ينوون تشكيلها حالياً، لأن جبران باسيل يعرف أن حظوظه بالوصول إلى الرئاسة صعبة، وبالتالي كل هدفهم السيطرة أكثر على مفاصل الدولة لما بعد عهد عون».
واعتبر أن عون أضاع فرصة كبيرة جدًا عليه، وعلى التيار الوطني الحر، وعلى المسيحيين وعلى لبنان. وقلل جعجع من إمكانة تشكيل الحكومة قائلاً: «أعتقد أن الحكومة لن تتشكل وسنُكمل بحكومة تصريف الأعمال، ولو كان هناك أمل بوصول نواف سلام لكنّا طرحنا اسمه بالاستشارات الملزمة، ونحن لم نسمه لأنه لم يطرح برنامجاً واضحاً لرئاسة الحكومة»، مضيفاً: «لا توجد حقيبة وزارية في لبنان حكراً على حزب أو طائفة، وما حصل في الفترة السابقة خطأ، ووزير المالية لا يملك الحق بالامتناع عن التوقيع وتعطيل الدولة وسير العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت».
ووصف رئيس حزب القوات مرحلة حكم عون بـ«الأسوأ على الإطلاق» وسيتذكره الشعب، موضحاً أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لديه ارتكابات وهذا واضح، ولكن في النهاية هو موظف في هذه الدولة وما يحاول القيام به عون قبل أن يرحل هو استبدال سلامة باسم أسوأ منه بأشواط قبل أربعة أشهر من نهاية العهد.
وتساءل: «ألا يستحق لبنان بعد كل ما حصل في عهد ميشال عون أن يرحل قبل ولايته بأربعة أشهر لتوفير الوقت علينا؟. ولفت جعجع إلى أن الانتخابات الرئاسية قائمة وهنا تكمن مسؤولية المعارضة الحالية، فهناك مسؤولية كبيرة علينا بأن نتفاهم على اسم لرئاسة الجمهورية، ومن هنا تبدأ عملية الإنقاذ».
وقال إن الأكثر تمثيلًا في طائفته هو مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، وبالتالي أنا مرشح طبيعي للرئاسة ولكن لن أصرف الوقت على تأمين الأصوات، فالهم الأكبر هو جمع نواب المعارضة على اسم واحد لخوض الانتخابات الرئاسية، وأنا أقبل بأسماء وسطية تحمل مشروعنا.
وعن نتائج الانتخابات النيابية، أكد جعجع أنها انتهت بانتصار شئنا أم أبينا وخسر حزب الله وحلفاؤه الأكثرية النيابية بعد أن تقلص عدد نوابه من 72 نائباً إلى 61 فقط.
وعزا أسباب عدم ترجمة الانتصار النيابي بانتخابات رئاسة مجلس النواب وتسمية رئيس للحكومة إلى عدم توحد المعارضة حتى الآن، مضيفاً: «تواصلنا مع كل الفرقاء في المعارضة وسعينا لتوفير الوقت على الشعب والنواب الجدد والمستقلين، وطرحنا الاتفاق تحضيراً للانتخابات على أساس أننا لا نريد شيئاً وانتظرنا أياماً عدة في ظل تواصل نوابنا مع المستقلين والتغييريين ولم يردوا جواباً».
وأفاد جعجع بأن بعض النواب الجدد بدأ يقتنع بضرورة التواصل بين فرقاء المعارضة، لكن كنّا نفضل لو بدأ هذا المسار من قبل لأننا كنا بذلك أحدثنا تغييراً في البرلمان، فلا يمكن للنواب الجدد القيام بكل شيء وحدهم، والتعاطي اليوم مع حزب الكتائب اللبنانية أفضل من السابق، موضحاً أنهم منفتحون على التحالف مع كل من يُشبهنا بخطنا السياسي، ولكن التحالف مع «القوات» مُكلِف، وأنا لا أطلب من أحد أن يكون معنا ولكن علينا التنسيق سويًا على الأقل.
وكشف أنه حصل تقارب في المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية بين النائب جورج عدوان ورئيس حزب الكتائب اللبنانية رغم أنه لا يوجد فروقات جدّية بيننا، وآمل أن تكون وتيرة التقارب بيننا أسرع، لافتاً إلى أن أداء قائد الجيش جيّد وهو يحمل المفاهيم المطلوبة التي طرحناها، أنا لا أعرفه شخصياً لكني أرى ماذا يفعل وأؤيده في قيادة الجيش وهو من أحد الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية ويقوم بمهماته وثبّت الأمن الداخلي وقام بمعارك مع مهربي المخدرات، ولا مانع لدينا بوصوله.
وأعرب رئيس حزب القوات عن ثقته برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عندما يقول «نعم»، وأعتقد أنه وصل إلى قناعة بعدم الجدوى بالتقارب مع حزب الله وحلفائه وأداء الحزب الاشتراكي بالأشهر العشرة الأخيرة، على الأقل، واضح في هذا الاتجاه، وقنوات التواصل بيننا قوية، مؤكدا أنه يقف خلف الحكومة اللبنانية بموضوع ملف التفاوض على الحدود البحرية مع إسرائيل إن كانت مع الخط 23 أو مع الخط 29، فأنا لا أملك المعطيات التي تملكها الحكومة.
ولفت إلى أن هناك تحوّلات في المنطقة على خلفية حرب أوكرانيا والتموضع الدولي الجديد ولكن هذا لا يعني أننا سنستفيد منها في لبنان لأنه علينا التوحد داخليًا قبل انتظار أي هدية من الخارج.