بعد مرور 8 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، يعيش العراق جموداً سياسياً حال دون تشكيل الحكومة الجديدة؛ نتيجة الخلافات السياسية التي تعصف بين الفرقاء، وعلى رغم انسحاب التيار الصدري واستقالة نوابه من البرلمان، أخفقت قوى «الإطار التنسيقي» الموالية للنظام الإيراني في التوصل إلى حل للأزمة الراهنة.
وفي تطور لافت، دعا زعيم التيار مقتدى الصدر أنصاره إلى صلاة موحّدة في عدة مناطق وسط استعدادات كبيرة منهم. وكشفت مصادر محلية بأن أنصار الصدر شكلوا لجاناً لتنظيم إقامة صلوات موحدة، وأخرى لترتيب صفوف حراكهم على أن تكون أول صلاة يوم الجمعة القادمة في بغداد ومحافظات أخرى. ويعتقد مراقبون عراقيون أن دعوة الصدر لأنصاره تمثل محاولة لإظهار قوة تياره، خصوصاً بعد استقالة نوابه الـ73 من البرلمان الشهر الماضي.
ولفت المراقبون إلى أن استقالة نواب الصدر فتحت باب التساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي مع هذا التحوّل المفاجئ في التركيبة البرلمانية وتغيير أحجام بعض الكتل، ومع ذلك فشلت القوى السياسية في حل خلافاتها والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. ورجح المراقبون ألَّا تنحصر مفاعيل قرار الصدر في حدود مجلس النواب، بل إنها قد تنسحب إلى النظام السياسي في العراق؛ باعتبار أن هذه الخطوة تشي بأن العراق بات أمام مفترق طرق وتوازنات جديدة ربما ينتج عنها نظام سياسي جديد.
ويعيش العراق على وقع أزمة سياسية حادة منذ انتهاء الانتخابات النيابية في العاشر من أكتوبر 2021، وعجزت القوى السياسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل الحكومة بعد أن ادعت كل كتلة أن لديها الغالبية في المجلس الذي يضم 329 نائباً.
وأخفق البرلمان 3 مرات في انتخاب رئيس للجمهورية متخطياً المُهل التي ينص عليها الدستور، ما أوقع البلاد في حالة من الفراغ.