بين الاستجداء والابتزاز للمجتمع الدولي تواصل طهران اللعب بخيوط المفاوضات النووية، إذ أعلنت أمس (الإثنين) أنها لن تعيد تشغيل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أزالتها في وقت سابق حتى يتم إحياء الاتفاق النووي، في تضارب واضح لخياراتها وعدم وجود توجه صريح للوصول لاتفاق يؤدي إلى إنهاء الأزمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي أمس: «تلتزم وتتمسك الحكومة بعملية التفاوض كخيار جاد»، مضيفاً: «لن تخوض مفاوضات عاطفية ومتسرعة»، زاعماً أن السياسة الأساسية لحكومة إبراهيم رئيسي تقوم على مبدأ عدم ربط الاقتصاد ومعيشة الناس بالمفاوضات.واعتبر كنعاني أن آراء أمين عام وكالة الطاقة الذرية رافايل غروسي ليست مفيدة وبناءة، زاعماً أنه يضع العوائق على طريق المفاوضات ورفع العقوبات عن إيران، وذلك تعليقاً على تأكيد غروسي الذي أوضح أن قدرة الوكالة على رصد ما يجري في طهران محدودة للغاية، «ولذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعباً للغاية بالنسبة لي أن أعيد الأمور لنصابها بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري».وخرقت إيران العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية منذ أن انسحبت الولايات المتحدة في عام 2018، إذ تمضي طهران في تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة وسط تعثر المحادثات غير المباشرة بينها وبين واشنطن.وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أكد أن بلاده لن تشغل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أزالتها في يونيو حتى يتم إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، موضحاً في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإزالة معدات تابعة لها بما شمل 27 كاميرا تم تركيبها بموجب الاتفاق بعد أن مررت الوكالة قرارا ينتقد طهران في يونيو الماضي.