فيما تشهدت العلاقات بين أمريكا والصين توتراً متصاعداً في ظل عدم توافق أكبر اقتصادين في العالم حول عدة ملفات، بدءا من سيادة تايوان، مروراً بملف حقوق الإنسان، وصولاً إلى نشاط بكين العسكري في بحر الصين الجنوبي، حمل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان اليوم (الأربعاء) واشنطن عواقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، وقال تشاو ليجيان للصحفيين: «إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في زيارة تايوان فإن الجانب الأمريكي سيتحمل كل العواقب المترتبة على ذلك»، وتعتبر بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
بالمقابل، أكد مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن في المحيطين الهندي والهادئ إيلي راتنر اليوم أن تصرفات الصين في بحر الصين الجنوبي تهدد بوقوع حادث خطير في آسيا والمحيط الهادئ، وقال خلال ندوة بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن:«على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد عدد عمليات اعتراض الجيش الصيني غير الآمنة للطائرات والسفن العسكرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وشركائها الذين يعملون بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي فوق بحر الصين الجنوبي بشكل كبير»، مضيفاً: «إذا استمر الجيش الصيني باستخدام هذا النموذج من السلوك، فإن وقوع حادث كبير في آسيا سيكون مجرد مسألة وقت».
وأضاف راتنر: «الصين كثفت جهودها على مدى السنوات القليلة الماضية، في المقام الأول لفرض السيطرة على المحيط البحري، وكذلك للقضاء على العناصر المركزية للنظام القائم على القواعد»، لافتاً إلى أن بكين تظهر الآن قوة عسكرية متنامية مع استعداد أكبر لتحمل المخاطر.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده لا تسعى إلى مواجهة أو صراع مع الصين بل إلى الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع بكين، بما في ذلك مع قيادة الجيش الصيني للتأكد من أن لديها القدرة على عدم إساءة التقدير.
وتثير زيارة محتملة يتوقع أن تجريها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، قلق إدارة الرئيس جو بايدن خشية اعتبارها تجاوزاً لخطوط الصين الحمراء، خصوصاً أن الزيارة تأتي في فترة مشحونة، إذ يستعد الرئيس شي جينبينغ، أكثر الزعماء الصينيين نفوذاً منذ عقود لترسيخ سلطته في وقت لاحق هذا العام خلال اجتماع حزبي مهم في ظل رياح اقتصادية معاكسة.
ولم تؤكد بيلوسي الزيارة، إلا أنها قالت الأسبوع الماضي للصحفيين: «من المهم بالنسبة إلينا أن نظهر الدعم لتايوان»، لكن الكونغرس نفى أي تحرك لدعم استقلال الجزيرة عن الصين.