تواصل إيران اللعب على وتر المكر والخديعة والابتزاز للدول الغربية، إذ أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني محمد إسلامي أن عمليات بناء مفاعل نووي للأبحاث في منشأة أصفهان النووية ستبدأ بشكل رسمي في غضون أسابيع، مبيناً أن بلاده خططت لبناء مفاعلات نووية بحثية لاختبار وقود باقي المفاعلات النووية.
ونقلت «وكالة أنباء فارس» الإيرانية عن إسلامي قوله اليوم (الخميس): «أن إنشاء مفاعل نووي جديد للأبحاث في منشأة أصفهان مكمل لحلقة الأبحاث والتقييم والاختبار والتثبت لإنتاج الكهرباء النووية في البلاد»، موضحاً أن طهران وضعت مخططاً جديداً لإنتاج 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء النووية والعمل جارٍ الآن لاختيار أماكن مناسبة لبناء منشآت نووية في البلاد وخصوصاً في الجنوب.
وزعم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالت حاضرة في المنشآت النووية الإيرانية وتمارس مهمات المراقبة ضمن نظام الضمانات، مضيفاً: «إذا كان هناك أحد يدعي حتى الأمس بأنه غير مطلع على البرنامج النووي الإيراني فإنه اليوم مطلع عليه بشكل موثق ومكتوب وبصورة رسمية».
ولفت إلى أن دورة الوقود النووي تعتبر أهم جزء من الصناعة النووية، وكل هذا الضجيج كان حتى الآن يثار حول التخصيب، لكن المحطة الثانية الآن هي قطاع دورة الوقود ونحن نملكها الآن بشكل بحثي ونصف صناعي، لكننا ونظراً لرفع مستوى قدراتنا الهندسية وشركاتنا المعرفية قررنا اليوم القيام بهذه العملية بشكل صناعي لإنتاج وقود المفاعلات النووية وإنتاج قسم منه في منشاة أصفهان.
يأتي الإعلان الإيراني وسط جمود يطال المفاوضات المتعلقة ببرنامج إيران النووي بعد أن قدم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعا الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب «أزمة خطيرة».
يتزامن ذلك، مع اختراق إسرائيل لمنظومة حكومة إبراهيم رئيسي واغتيال عدد من الضباط في الحرس الثوري وعلماء في المجال النووي والوصول إلى مناطق حساسة في المنظومة الإيرانية، ووفقاً لبيان نشرته منظمة الاستخبارات التابعة لقوات الأمن الإيرانية اليوم فإن أجهزتها ضبطت شبكة تجسس إسرائيلية تعمل على جمع معلومات عن مراكز حساسة.
وزعمت المنظمة الإيرانية أنها تمكنت من توجيه ضربة قاسية للموساد الإسرائيلي عن طريق تفكيك خلية تابعة له وضبط أجهزة كانت بحوزة تلك الشبكة يتصل عبرها أعضاء الشبكة برئيس جهاز الموساد، لكنها في نهاية البيان ذهبت المنظمة لتؤكد أن الشبكة من العناصر المناوئة للنظام، وأن الشبكة تجري الاتصالات برئيس جهاز الموساد عبر قائد إحدى الجماعات الانفصالية الذي يملك تاريخاً من العمالة لإسرائيل.
واستطردت أن أعضاء الشبكة نفذوا عمليات حرق عمد، وكتبوا شعارات ودعاية ضد إيران، وتلقوا التدريب اللازم للعمليات المسلحة والتخريب، ولم تكشف هوية الشبكة وجنسياتها، وهو ما يؤكد أن طهران تستخدم العمالة لإسرائيل للتغطية على جرائمها ضد الموظفين والمعارضين، ولممارساتها وتجويعها للشعب الإيراني.