ندد البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم (الأحد) باعتداءات مليشيا حزب الله على أبناء جنوب لبنان، داعياً الدولة إلى حماية أبنائها، ووضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، محذرا من السقوط العظيم في حال عدم تشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد.
وطالب الراعي بتحرير القضاء من الكيدية والارتهان لقوى سياسية ومذهبية، قائلاً: «إننا إذ نأسف للحادث الذي حصل منذ يومين في بلدة رميش العزيزة بين عناصر مسلحة تابعة لأحد الأحزاب وأبناء البلدة، ونهيب بالأجهزة الأمنية القيام بواجبها في حماية أبنائنا وطمأنتهم، فيشعرون أنهم ينتمون إلى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في أرضهم، بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع أي قوى مسلحة من التواجد في منطقتهم».
وأضاف: «لا يمكن أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة كأنها مجرد تفصيل في بنيان نظام الدولة اللبنانية»، مشدداً على أن اتفاق الطائف جعل مجلس الوزراء، إلى جانب رئاسة الجمهورية، الركيزة المحورية ومركز السلطة التنفيذية فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه التأليف.
وأبدى استغرابه من أن يكون المعنيون بتأليف الحكومة اللبنانية يستخفون بهذا الأمر، خلافا للدستور واتفاق الطائف، مؤكداً أن تشكيل حكومة جديدة علامة ناطقة لاحترام النظام الديموقراطي والتوقف عن الانقلاب المستمر عليه، وضمان اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وسير الحوكمة والفصل بين السلطات، واستمرار الشرعية من خلال حكومة كاملة الصلاحيات في حال تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ولفت إلى أن وجود حكومة شرعية يولي الدولة القدرة على مفاوضة المجتمعين العربي والدولي وعلى اتخاذ القرارات وتوقيع المعاهدات، معرباً عن تخوفه من عجز القوى السياسية عن تشكيل حكومة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وجدد الراعي رفضه لتوقيف نائبه خلال عودته من إسرائيل حاملا الأموال والأدوية، قائلا: «تأتي حادثة التعرض لسيادة المطران موسى الحاج لتشكل امتحانا لمدى قدرة المسؤول عن هذه الحادثة على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، بل لمبدأ الفصل بين الدين والدولة».