لم يتوصل الاجتماع الموسع الذي انعقد اليوم (الإثنين) في قصر بعبدا وضم الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، بالإضافة لمدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الوسيط الأمريكي لملف ترسيم الحدود مع إسرائيل آموس هوكستين إلى طرح يذكر، لكن آموس خرج بعد ساعة من اللقاء ليقول باقتضاب «ممتنّ للرئيس لأنه دعا لهذا الاجتماع في حضور الرؤساء ومتفائل جداً للتوصل إلى اتفاق بشأن الترسيم في الأسابيع القادمة عند العودة إلى بيروت لاستكمال المفاوضات».
فيما الموقف اللبناني عبر عنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي وصف الأجواء بأنها إيجابية. وقال إن الجميع خرج مرتاحا من الاجتماع ونحن نعمل في فترة زمنية قصيرة وسننتظر النتيجة.
العودة الخامسة في سلسلة زيارات هوكستين وفقاً لمصدر مطلع قال لـ«عكاظ»، «قد تعيد الطرفين (لبنان وإسرائيل) إلى الناقورة، كما قد تعيد تفعيل المفاوضات كمخرج وحيد لتجنّب التصعيد العسكري الذي برز في الساعات الماضية بفعل تهديدات حزب الله التصاعدية والتي تلقفها الداخل الإسرائيلي بالوتيرة نفسها وأنه لا بد من تسديد ضربة للحزب لتحجيمه».
وكشف المصدر أن الاجتماع الموسع في بعبدا كان مختلفاً هذه المرة، إذ إن هوكستين الذي لازم الصمت في كل زياراته إلى لبنان واعتاد إما على الاستماع أو على نقل الرسائل دون النقاش فيها، قد تدخل هذه المرة وشرح وجهة النظر الإسرائيلية المدعومة أمريكياً.
ووفقاً لأجواء بعبدا فقد خرج متفائلا وقال: إنه «ممتن ومتفائل»، وضرب موعداً جديداً للعودة.
وتوقف المصدر أمام نقطة مهمة مفادها بأن عودة المفاوضات في الناقورة التي قد تكون حديث الساعة في الأيام القادمة ليست مفتوحة زمنيا، عازيا السبب إلى أن حزب الله وضع لها سقفاً وهو شهر سبتمبر القادم وإلا سيرد بالنار، فهل المدة الزمنية الفاصلة عن سبتمر كافية دبلوماسياً لإيجاد الحل الذي يرضي الطرفين؟ يجيب المصدر نفسه بقوله: «إن نصيحة المسؤولين الأمريكيين إلى الإسرائيليين هي العمل على إنجاح المفاوضات حتى لا يحققوا لحزب الله أهدافه، والواضح أن إسرائيل تعمل بموجب النصيحة الأمريكية ولا تريد تصعيدا أو حرباً حتى الساعة، لكن حزب الله لا يعمل إلا بموجب النصيحة الإيرانية، لذلك فإن كل الأطراف ستكون في قادم الأيام أمام مأزق حقيقي، والخروج منه يحتاج ليس إلى مفاوضات بل إلى تسوية سريعة».
شهر سبتمبر لناظره قريب، فعودة هوكستين الخامسة إلى بيروت ستكشف النقاب عن شكل المرحلة، فإما مفاوضات جدية وإما مواجهة عسكرية متبادلة.