وسط الضبابية التي تسيطر على تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أيمن الظواهري بغارة جوية أمريكية، بمقر إقامته بأفغانستان، باتت مسألة من يمسك الخلافة في حالة فوضى، بعد مقتل أغلب قيادات التنظيم والهزائم المتلاحقة التي تلحق به. وقال القيادي السابق في تنظيم الجهاد الدكتور نبيل نعيم لـ«عكاظ» إن مقتل الظواهري يعد ضربة قاضية ومؤثرة جداً لتنظيم القاعدة، الذي لا يزال يعتنق فكر الإرهاب العابر للحدود، والعداء للولايات المتحدة والغرب، فهو يعد آخر قائد لديه القدرة على جمع شتات التنظيم، كما أن مقتله يدعم موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في ولاية رئاسية ثانية.
وذكر نعيم أن مقتل الظواهري جاء في وقت يشهد تنظيم القاعدة حالة من الارتباك خصوصاً بعد مقتل زعيمه السابق بن لادن 2011، وبالتالي فإن القائد التاريخي في تنظيم القاعدة انتهى، وربما أصبح خارج الخدمة إلا فى مناطق الصراع أبرزها اليمن والصومال وغرب أفريقيا، موضحاً أن من مصلحة «طالبان» في الوقت الراهن القضاء على أيمن الظواهري، لعدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته الحركة باستضافتها القيادات الإرهابية قبل هجمات 11 سبتمبر، كون وجودهم عبء كبير على أفغانستان.
وتوقع نعيم أن يكون استهداف الظواهري في كابول رسالة واضحة من قبل حركة طالبان إلى الأدارة الإمريكية، لكسب اعتراف دولي لشرعيتها، والعمل على مواجهة الإرهاب، فعلى مدار السنوات الماضية لم يتم استهدافه داخل أفغانستان إلا عقب سيطرة «طالبان» على الحكم، وإبرامها اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن مقتل زعيم التنظيم، رسالة إلى كافة التنظيمات الإرهابية، برفض العالم وجودها كونها تيارات تخريبية.
وأضاف القيادي السابق: التنظيم من الممكن أن يقوم باختيار من يتولى الزعامة، من بينهم سيف العدل المصري أو أحمد عمر زعيم حركة الشباب بالصومال، إضافة إلى عبدالعزيز المصري زوج ابنة الظواهري، لكن كل تلك الوجوه لا تلقى الدعم والمساندة من قبل التنظيم، وهو ما يهدد بإنهاء وجود التنظيم وتشرذمه إلى الأبد، وهذا أمر متوقع من الجميع.