فيما تحاول تايوان تجاوز فورة الغضب الصينية، غادرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي اليوم (الأربعاء) العاصمة تايبيه بعد زيارة استغرقت يومين وتسببت في زيادة التوترات مع الصين.
وشددت رئيسة تايوان تساي إنغ خلال لقائها بيلوسي على أهمية تعزيز التعاون بين الدولتين، معتبرة بيلوسي مصدر إلهام لبلادها بدرجة كبيرة، كما قلدت الضيفة الأمريكية وشاحا للتعبير عن شكر بلادها.
وقالت تساوي إنغ: «أي عدوان على بلادنا سيكون له تأثير على منطقة المحيطين الهادي والهندي»، مضيفة: «سنقوم بما يلزم لتعزيز دفاعاتنا، وملتزمون بالأمن والاستقرار في المنطقة»، فيما أكدت بيلوسي أن الديمقراطيين والجمهوريين متحدون في دعم تايوان.
وقالت بيلوسي: «لن نتخلى عن دعمنا وصداقتنا لتايوان»، مشيرة إلى أن قصة تايوان هي مصدر إلهام للدول الديمقراطية.. والتضامن الأمريكي أساسي ومهم مع تايوان، مبيّنة أن بلادها تعهدت بأن تقف إلى جانب تايوان قبل 43 عاماً، وأنا هنا لتأكيد ذلك.
وأشارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي أن هدف بلادها أن تتمتع تايوان بالحرية والأمن دائماً ولن نتراجع عن ذلك، نريد أن يبقى الوضع في تايوان كما هو الحال الآن ولا نريد تغييراً بالقوة.
وعقب توديع المسؤولة الأمريكية، وجه رئيس الحكومة التايوانية سو تسينج تشانج، وزراءه بالعمل على تجنب التحرشات مع الصين، وضمان الأمن، مطالباً المنظمات الإعلامية بتوخي الحذر عند الاستشهاد بتقارير إخبارية من وسائل الإعلام الصينية.
ورفعت الوحدات الحكومية التايوانية مستوى التأهب لـ«أمن المعلومات»، مشيرة إلى تلقيها تهديدات إلكترونية أكثر بـ 23 مرة من المعتاد، كما شددت الحكومة التايوانية على ضرورة توخي الحذر عند استخدام برامج صينية في الأوقات الحساسة.
وأشارت تايوان إلى أن الرحلات الجوية المحلية لن تتأثر بالتدريبات العسكرية الصينية المخطط لها التي تبدأ اليوم 4 أغسطس ولمدة ثلاثة أيام ووصفها مسؤول دفاعي تايواني بأنها تصل إلى مستوى الحصار البحري والجوي لتايوان، لكن بكين ردت بأن المناورات لا تقوض حرية الملاحة.
وكانت الصين استدعت أمس (الثلاثاء) السفير الأمريكي للاحتجاج على الزيارة «الشنيعة» التي تقوم بها بيلوسي لتايوان، إذ أعرب نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ خلال حديثه مع السفير نيكولاس بيرنز عن احتجاجات قوية لبلاده على زيارة بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.