للمرة الثانية تتخلى حركة حماس عن حليفتها «الجهاد الإسلامي» وتتركها لقمة سهلة في الفم الإسرائيلي دون أن تقدم تبريرات، إذ سبق أن كررت هذا السيناريو عام ٢٠١٩ عندما جعلت إسرائيل تستفرد بعناصر «الجهاد».
ولم يتوقف قادة إسرائيل ووسائل الإعلام العبرية عن الإشادة بموقف حماس والثناء عليه بعدم اعتراضها على شن حرب على حليفها في قطاع غزة.وتوقع الرأي العام العربي والإسلامي أن تنتفض حماس على الأقل ليس للدفاع عن الجهاد إنما للدفاع عن الأقصى الذي تعرض اليوم (الأحد) لأكبر عملية اقتحام في تاريخة نفذها المستوطنون، غير أنها لم تفعل أيضا، بل باتت تتواصل مع إسرائيل لتقوم بدور الوسيط لوقف الحرب على غزة، وهو ما رفضت حركة الجهاد الاستجابة له حتى الآن.ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل يومه الثالث، لم تقف حماس موقف المتفرج وحسب بل تحولت إلى حليف لإسرائيل، الأمر الذي وضع علامات استفهام كبيرة في الشارع الفلسطيني والعربي وكذلك الإسلامي.ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إنّ حركة حماس تحولت من مشكلة إلى حليف للعملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد.وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين: إن حركة الجهاد منظمة صغيرة لكنها متطرفة للغاية، ووسائل الضغط التي يمكن أن تمارس عليها محدودة. وحسب صحيفة «معاريف العبرية»، فقد أضاف عاموس «أعتقد أنه إذا تمكنا من إنهاء العملية الآن، فسيكون ذلك استثنائيا، لكن آلية الإنهاء صعبة للغاية».واعتبر أن «هناك هيئة واحدة فقط يمكنها الضغط على الجهاد وهي حماس، وهي أقوى بكثير من الجهاد، لكنها لم تقرر التحرك بعد في هذه المرحلة، وليس لمصر تأثير عليها، لذلك قد تكون لدينا فرصة لإنهاء المعركة». ولفت إلى أن ضغطا شديدا للغاية من سكان غزة ضد الجهاد سيبدأ الآن وعندها فقط ستفعّل حماس آلية الإنهاء.وأضاف المسؤول العسكري: إنه أمر مدهش أن حماس تتحول من مشكلة إلى حل.وتابع: من ظن أنه من الممكن تدمير تنظيم الجهاد فهو بالطبع مخطئ. إذا أردنا تدميرها، فسيتعين علينا دخول غزة وهذا ليس في خططنا، ولكن كعملية محدودة، تجري الآن عملية جيدة. ولفت إلى أنه من الممكن وقف إطلاق النار الآن، لكن احتمالات موافقة الجهاد عليه الآن ضعيفة، لكن هناك ميزة في ذلك، لن يبقى الجهاد متحمسا لعمليات الإطلاق.