وسط تساؤلات عن إمكانية صمود الهدنة التي وصفت بـ«الهشة» في غزة، في ظل تهديد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، فسوف «تستأنف الحركة القتال مرة أخرى»، عادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في القطاع اليوم (الإثنين) بعد ثلاثة أيام من التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 44 شخصا وجرح العشرات، وتضرر مئات الوحدات السكنية، بحسب بيانات أعلنتها السلطة الفلسطينية.
وبعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل حيز التنفيذ مساء أمس الأول، بدأت حركة نشطة للسكان والمركبات، وذهب المواطنون الذين هُدمت منازلهم أو تضررت إلى تفقدها استعدادا لترميمها أو إعادة بنائها، وفَتحت المحال التجارية وبعض المؤسسات الأهلية والخاصة والمؤسسات المصرفية أبوابها مُجددا لاستقبال الزبائن والمراجعين.
وأعلنت بعض المؤسسات التعليمية عودة الدوام الإداري لديها، فيما أعادت إسرائيل فتح المعابر التي تربطها بقطاع غزة بشكل جزئي، إذ أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على صفحته في موقع فيسبوك، فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أمام الحالات الإنسانية.
وقال المنسق: فتح المعابر والعودة للدوام العادي سوف يُتاح لاحقا بناء على تقييم الأوضاع، وطالما يتم الحفاظ على الهدوء الأمني في المنطقة.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها يوم الجمعة، ضد حركة الجهاد، فيما أطلقت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وألحقت العملية الإسرائيلية أضرارا بالمباني والوحدات السكنية، ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي فإن 1500 وحدة سكنية منها 16 وحدة دمرت كليا، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين بليغ ومتوسط.
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة سهير زقوت أن التوصل لوقف إطلاق النار يعطي المجال لسكان غزة والعائلات بلملمة جراحها وبدء إعادة بناء حياتهم والعودة لشكل الحياة الطبيعية، موضحة أن الأولوية تُمنح لمُقدمي الخدمات الأساسية وتمكينهم من العودة لتقديم الخدمات، خصوصاً إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء لتشغيل المستشفيات وضمان عودة المياه.