في ربع الساعة الأخير، وقُبيل انتهاء مهلة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للقضاء العراقي بحل البرلمان بحلول العشرين من هذا الشهر، تسابق قيادات «الإطار التنسيقي» الموالية لطهران الزمن لعقد صفقة سياسية مع القوى السنية والكردية تنال رضا الصدر.
وكان مجلس القضاء العراقي رد (الأحد) على دعوة زعيم التيار الصدري بحل البرلمان بحلول (السبت) القادم، وقال في بيان إن القضاء لا يملك الصلاحية لحل مجلس النواب لأن مهام مجلس القضاء محددة والتي بمجملها تتعلق بادارة القضاء فقط، وليس من بينها أي صلاحية تجيز للقضاء التدخل بأمور السلطتين التشريعية أو التنفيذية. وزار أمس وفد من قوى الإطار التنسيقي إقليم كردستان للبحث في الأوضاع السياسية الراهنة.
وفي أربيل التقى رئيس وفد «التنسيقي» هادي العامري رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، قبل أن يغادرها إلى السليمانية للقاء رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني وقيادات سياسية أخرى.
وكشفت مصادر «عكاظ» أن مهمة العامري في كردستان تركزت على محاولة إقناع الأحزاب الكردية بتسمية مرشح مستقل لرئاسة الجمهورية بدلا من مرشح الاتحاد الوطني برهم صالح ومرشح الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد.
في مقابل ذلك، والكلام لذات المصادر، يتعهد الإطار التنسيقي في سبيل حل الأزمة والخروج منها لمصلحة جميع الأطراف بـسحب ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، وتخويل الصدر شخصيا بتسمية رئيس وزراء مستقل دون أي اعتراض من قوى الإطار التنسيقي.
وتحدثت المصادر أن رئيس الوزراء المستقل سيكون عليه تسمية وزراء مستقلين من فئة التكنوقراط، ومن ذوي الخبرات المتراكمة في تخصصاتهم، على أن لا يكونوا ممن وردت أسماؤهم في قضايا تتعلق بالفساد. وستكون لحكومة رئيس الوزراء الجديد ولاية دستورية تنتهي بانتهاء الدورة التشريعية الخامسة لمجلس النواب الحالي.
وأفادت المصادر بأن كل ذلك سيكون في مقابل أن يوافق الصدر على التفاوض والحوار وسحب أتباعه من المنطقة الخضراء ومجلس النواب، وفق المصادر.
ولفتت إلى أنه في حال تم التوافق بين العامري والأطراف الأخرى على هذه الصفقة السياسية، فإن مبعوثة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت ستتولى بنفسها عرض الصفقة على مقتدى الصدر وتقديم ضمانات له باسم الإطار التنسيقي بتخويله تسمية رئيس وزراء مستقل.
وقالت المصادر إن لقاء جديدا سيجمع بلاسخارت بالصدر في الأيام القليلة القادمة بعد انتهاء جولتها الثانية من المباحثات التي تجريها مع أطراف سياسية على صلة بالازمة السياسية الراهنة. وكشفت مصادر «عكاظ» أن سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد ڤيليه ڤاريولا، سيُجري هو الآخر زيارة للنجف للقاء رئيس التيار الصدري في محاولة لإيجاد حل للازمة السياسية في العراق.
وعلى ما يبدو، ووفق معطيات عدة، منها إعلان الاتحاد الوطني الكردستاني تمسكه بترشيح برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية، فإن مهمة العامري في الإقليم انتهت إلى الفشل.