أدى تصاعد الأعمال الإرهابية في الصومال إلى تأجيل انعقاد جلسات البرلمان والإضرار بالعملية التنموية والسياسية التي تشهدها البلاد، خصوصاً بعد استهداف حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة أمس (الجمعة)، فندقاً في وسط العاصمة مقديشو، وأسفر عن مقتل أكثر من 13 مدنياً وإصابة 20 آخرين.
وأكدت الخبيرة في الشؤون الأفريقية بمركز دراسات الأهرام بالقاهرة الدكتورة أميرة عبدالحليم لـ«عكاظ» أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت بالفعل إعادة 500 جندي من القوات الخاصة إلى الصومال، بعد قرار الرئيس السابق ترمب سحب القوات الأمريكية من القارة الأفريقية بالكامل، وهو ما يمثل تغييراً في السياسة الأمريكية تجاه الصومال والتوجه لتعقب حركة الشباب الإرهابية وجرائمها المتزايدة والتي تشكل تهديداً مستمراً للقارة الأفريقية بالكامل، خصوصاً بعد وصول دور عناصر الحركة إلى إثيوبيا.
واعتبرت عبدالحليم وجود قوات خاصة أمريكية مهم لإعادة وتعزيز بناء قدرات مكافحة الإرهاب الصومالية، والحد من قدرة الحركة على التخطيط والقيام بعمليات إرهابية في الداخل والخارج، موضحة أن وجود القوات الأمريكية في الصومال له أهداف أخرى بجانب إضعاف حركة الشباب الإرهابية، منها تحقيق الاستقرار في الصومال، وتأهيل البنية المؤسسية الداخلية للدولة عبر إعادة بناء المؤسسات، خصوصاً بعد فوز الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود بالرئاسة والذي لقي ترحيبا أمريكيا وتعهدا بالتعاون العسكري لتحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب.
وأشارت إلى أن خطر هذه الحركة يتمثل في عدم استقرار البلاد سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومحاولاتها تعظيم وجودها ومكانتها في ظل التغير السياسي وتولي الرئيس المنتخب مقاليد السلطة، مبينة أن حركة الشباب المتطرفة تعد أكبر عائق أمني أمام الإدارة الصومالية الجديدة.
وذكرت أن القوات الأفريقية التي يصل عددها إلى 22 ألفا، الموجودة في الصومال، تواجه ضغوطاً مع سحب إثيوبيا قواتها لتغطية الإشكالات الداخلية إلى جانب المشكلات المادية، لذا فإن وجود قوة أمريكية بالتأكيد سيسهم في دعم جهود الحكومة في مكافحة الإرهاب.