سيارات محترقة جراء الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس
سيارات محترقة جراء الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس
-A +A
محمد حفني (القاهرة) Okaz_online@

فيما ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات المسلحة في طرابلس إلى 32 قتيلاً و159 مصاباً، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ جميع الأطراف والقوى الوطنية والمكونات الاجتماعية الليبية إلى وقف التصعيد وتغليب لغة الحوار وتجنب العنف وضبط النفس حقناً للدماء، مؤكداً ضرورة حماية المدنيين وتحقيق التهدئة بما يحفظ للشعب الليبي أمنه واستقراره ومقدراته ويعلي المصلحة العليا للبلاد.

من جهته، حذر رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية العميد خالد عكاشة في حديثه إلى «عكاظ» من استمرار تواجد المليشيات داخل العاصمة الليبية، التي حولت طرابلس خلال الساعات الماضية إلى ساحة حرب خلفت العشرات من القتلى والمصابين، وهو أمر يضاف لمتاعب الليبيين المعيشية، ولا سيما أن تلك المعارك المسلحة تدور رحاها في مناطق سكنية. وأشار إلى أن تلك المليشيات تستقوي بدعم كبير بالمال والسلاح من رئيس الحكومة المنتهية ولايته الرافض لتسليم السلطة عبدالحميد الدبيبة، مؤكداً أن هناك دعوات ليبية من قوى سياسية بعدم التعامل مع حكومة «الدبيبة» ودخول حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان إلى العاصمة طرابلس بالسلم أو الحرب، كونها صاحبة الشرعية لإنهاء حالة الفوضى العارمة في البلاد.

وأوضح عكاشة أن المليشيات الموجودة داخل الحدود الليبية أصبحت قوة، ولديها القدرة على اختطاف الدولة، وتعطيل العملية السياسية برمتها، وهو أمر بالغ الخطورة، مشدداً على ضرورة تقييد حركة تلك المليشيات، ومحاصرة وجودها داخل طرابلس، وألا يمتد دورها للمناطق الأخرى كون السلاح المنفلت ينذر بجميع أشكال المخاطر.

وقال الخبير العسكري: هناك حالة من الخوف تسود طرابلس خلال تلك الساعات، في ظل سقوط الضحايا ومشهد قاتم، مضيفاً: جرت اتصالات مصرية مكثفة مع الأطراف الدولية، ومن بينها البعثة الأممية والمندوب الأمريكي والمندوب البريطاني، لخفت صوت السلاح بين الأطراف المتصارعة، وضرورة خروج البلاد من كبوتها بحل أزمة الحكومتين المتصارعتين على السلطة، وإيجاد حلول بألا تسقط ليبيا مرة أخرى، خصوصاً أن هناك جهات تريد فشل أي حوارات، وعدم وصول ليبيا إلى الطريق الصحيح، وبالتالي هناك مخاوف من أن تقوم المليشيات بحرب داخل العاصمة طرابلس، لتعرقل أي مسارات سياسية ناجحة لإنقاذ ليبيا من الوحل الذي تعيش فيه حالياً.