تتجه أنظار الشارع العراقي إلى لقاء المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المقرر غدا (الإثنين) أو بعد غد (الثلاثاء)، الذي يسعى من خلاله «الإطار التنسيقي» إلى أن تقوم المبعوثة الأممية بالضغط على الصدر حتى يعطي اسم مرشحه لرئاسة الحكومة العراقية القادمة، ما يعني أن التحالف الموالي لطهران تنازل بشكل فعلي عن تسمية مرشحه للمنصب محمد شياع السوداني، وترك التسمية والاختيار للصدر حصراً مقابل سحب المتظاهرين من المنطقة الخضراء وإنهاء الاعتصام.
وينتظر العراقيون أيضا يوم 30 أغسطس لمعرفة قرار المحكمة الاتحادية حول الدعوى المقدمة من التيار الصدري بحل مجلس النواب.
ورجح عضو بارز في التيار الصدري لـ«عكاظ» من أن لا يختلف قرار المحكمة الاتحادية عما أعلنه سابقاً مجلس القضاء الأعلى بأن المحكمة الاتحادية ليست لديها صلاحية حل مجلس النواب، وأن الحل يكون بقرار من داخل البرلمان حصراً.
وفي حال صدرو هذا القرار، فإن يوم الجمعة الموافق الثاني من سبتمبر سيشهد أكبر مظاهرة في بغداد بمشاركة كل أطياف الشعب العراقي من مدنيين وزعامات عشائرية ورجالات دين من محافظات شمالية وغربية وفرات أوسطية وجنوبية حتى أن الكثير من متظاهري أكتوبر قد يكونون أحد أبرز الأطراف المشاركة في هذه المظاهرات بعد تبني الصدر مطالبهم التي ظهرت في التغريدة الأخيرة التي دعا فيها إلى عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ عام 2003 وحتى الآن في الحكومة المرتقبة.
ما يعني أن هذه المظاهرة لن تكون بهوية صدرية، إنما بهوية عراقية للتجمع في إحدى ساحات بغداد ومن ثم الانطلاق باتجاه المنطقة الخضراء.
وليس من المستبعد - بحسب المصادر - أن تكون هناك ردة فعل من قبل المليشيات المرتبطة بإيران أحد أركان الإطار التنسيقي خصوصا في ظل تأكيدات قيادي صدري لـ«عكاظ» بأنه منذ شهر يجري العمل على نقل أسلحة خفيفة ومتوسطة من معسكرات محافظة ديالى إلى بغداد وتوزيعها في بعض الأحياء، ما يكشف نيات المليشيات في اندلاع صدام مسلح لبث الفوضى وتحميل التيار الصدري المسؤولية.
وفي هذا الإطار، فإن المؤسسة العسكرية الرسمية من جيش وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات بيشمركة تابعة لإقليم كردستان ستدخل مرحلة الإنذار (ج) وتكون على أهبة الاستعداد لمنع أي اقتتال داخلي وستكون مدعومة من قوات التحالف الدولي.
وأفادت المصادر بأنه لمنع المليشيات من إحداث الفوضى قد تشهد بعض المناطق استهدافا جويا خصوصاً المناطق المغلقة البعيدة عن رقابة الحكومة والمسيطر عليها من قبل المليشيات التي تتخذها مراكز تصنيع وتطوير وتخزين أسلحة والتي قد تكون أبرزها منطقة جرف الصخر أكبر حصون المليشيات منذ عام 2014.