توفي أول رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ميخائيل غورباتشوف، مساء (الثلاثاء) عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
ووفق ما أفاد به المستشفى السريري المركزي في العاصمة الروسية موسكو «توفي ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف بعد مرض شديد وطويل الأمد».
وشهد عهد غورباتشوف تحولات كبرى في سياسة البلاد الداخلية والخارجية، ومحاولات إصلاحية أدى فشلها إلى تفكك الاتحاد واستقلال الجمهوريات المكونة له.
عندما تولى غورباتشوف الزعامة عام 1985، كان الاتحاد السوفيتي إحدى القوتين العظميين الأكبر في العالم.
وبحلول عام 1989، كانت إصلاحاته السياسية الليبرالية، التي عرفت باسمي «البيريسترويكا» و«الغلاسنوست»، قد غيّرت الشيوعية السوفيتية إلى الأبد، وصنعت له أعداء على اليمين وعلى اليسار على حد سواء.
وبين 1990 و1991 تولّى غورباتشوف منصب رئيس الاتحاد السوفيتي قبل أن يضطر في النهاية إلى الاستقالة في 25 ديسمبر، في خطوة أدّت لانهيار الاتحاد السوفيتي.
وخلال 1988-1989 أمر بسحب جميع القوات التي شاركت في الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 لمساندة الحكومة الشيوعية فيها، واكتمل ذلك الانسحاب في فبراير 1989. وفي 7 ديسمبر 1988 ألقى غورباتشوف كلمة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعلن فيها نهاية الحرب الباردة.
لم يستطع غورباتشوف تطبيق خططه الإصلاحية كما ينبغي، فإضافة إلى كارثة مفاعل تشيرنوبل النووي في 26 أبريل (نيسان) 1986، واجهته بدءا من عام 1989 مشكلات اقتصادية كبيرة في الإنتاج والتوزيع، واضطرابات قومية في مختلف الجمهوريات السوفيتية، وأحداث عالمية حاسمة مثل انهيار جدار برلين وخروج دول أوروبا الشرقية من العباءة الشيوعية.
وكان غورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي السابق لا يزال على قيد الحياة.