منذ اصطياد أيمن الظواهري (71 عاما) في أفغانستان بهجوم أمريكي قبل أكثر من شهر، لا يزال تنظيم «القاعدة» الإرهابي بدون زعيم. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن المصري المدعو سيف العدل (60 عاما) يعد من أبرز المرشحين لخلافته، بفضل خبرته العسكرية وباعتباره من قدامى المحاربين في الإرهاب الدولي، إذ صنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم ورصد مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه.
واكتسب سيف العدل والذي ترجح الروايات أن اسمه الحقيقي محمد زيدان خبرة في التعامل مع المتفجرات والنشاط الاستخباراتي خلال التحاقه بوحدة خاصة في الجيش المصري.
وسافر العدل في نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى أفغانستان لمحاربة السوفيت، في الوقت الذي كان يتم تأسيس تنظيم القاعدة في المنطقة الحدودية مع باكستان، وهناك التحق بالتنظيم وصعد إلى المرتبة الثانية في قيادة التنظيم بعد أسامة بن لادن، وقاد التدريبات في معسكر أفغاني، وأسس معسكرات أخرى في السودان والصومال، ووضع في اليمن الأساس لفرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وشارك سيف العدل في تنفيذ اثنتين من أكبر هجمات القاعدة: الأولى في شرق أفريقيا على سفارتين أمريكيتين، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 200 شخص عام 1998، والثانية على المدمرة الأمريكية كول وقُتل فيه 17 جنديا أمريكيا عام 2000.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة بأن تنظيم «القاعدة» بات في الوقت الحالي أقل خطورة من تنظيم داعش، وأكد تقرير خبراء المنظمة الدولية في يوليو الماضي، أنه لا يُنظَر إلى القاعدة على أنها تهديد دولي مباشر من ملاذها في أفغانستان.
ولفت إلى أن التنظيم يفتقر إلى القدرة على تنفيذ عمليات خارجية، مؤكدا أن تنفيذ التنظيم لهجمات خارج أفغانستان غير مرجح، كما أن التنظيم لا يريد أن يتسبب في مشكلات لطالبان التي تحكم البلاد حاليا.
واعتبر التقرير أن هدف التنظيم في النهاية هو أن يُنظر إليه مرة أخرى على أنه زعيم الجهاد العالمي، وقد يتحقق هذا الهدف تحت قيادة زعيم يدعى سيف العدل.
لكن التقرير الأممي يعتقد أن القاعدة اليوم أقوى مما كانت عليه وقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل عشرين عاما. ورغم عدم امتلاك التنظيم -مثل داعش- سوى موارد محدودة لتنفيذ هجمات في أوروبا على سبيل المثال وفي ظل تراجع هجمات "الذئاب المنفردة"، تضم القاعدة بناء على تقديرات ترجع إلى العام الماضي ما بين 30 ألفا إلى 40 ألف عضو في جميع أنحاء العالم، ولها فروع في الشرق الأدنى وجنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وأفريقيا.