بعد أكثر من عام على بداية مسار تصحيحي في تونس، أعلنت جبهة الخلاص الوطني التونسية التي تعد حركة النهضة وائتلاف الكرامة الإخوانيين أحد مكوناتها اليوم (الأربعاء)، أنها ستقاطع الانتخابات التشريعية المقررة في ديسمبر القادم.
وقال رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، في مؤتمر صحفي: إن الجبهة اتخذت موقفا نهائيا بمقاطعة الانتخابات القادمة، معزياً أسباب المقاطعة إلى القانون الانتخابي الذي اعتبر أن الرئيس قيس سعيد ينفرد بصياغته وحده.
ورأى الشابي أن تجاوز الأزمة السياسية مع الرئيس سعيد يتطلب أن يلتئم التونسيون حول طاولة ليتفقوا على خريطة طريق للعودة إلى الديمقراطية وتأليف حكومة إنقاذ تتولى إدارة مرحلة انتقالية.
بدوره، أكد القيادي في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك أن كل مكونات الجبهة متفقة على موقف المقاطعة، وهو موقف جماعي، وهو ما اعتبره مراقبون تونسيون اعترافا بالهزيمة وفشل كل مخططاتهم بالعودة إلى السلطة.
وأشار المراقبون إلى أن قرار المقاطعة يمثل هبوطا اضطراريا لأحزاب الإخوان بعد فشلهم في تحريك الشارع التونسي الذي استوعب خطرهم، مؤكدين أن الإخوان بهذا الإعلان لفظوا آخر أنفاسهم، خصوصاً أن العشرات من قياداتها يواجهون التحقيق بقضايا اغتيالات سياسية وإرهاب، بينهم زعيم حركة النهضة رشاد الغنوشي.
وذكر المراقبون أن الشعب التونسي فضح التيارات الإخوانية الإرهابية وكشف تورطها في ملفات الإرهاب والتهريب والاغتيالات السياسية والفساد المالي، لذا فقد الثقة بتلك الأحزاب المتطرفة التي انهارت سريعاً بعد أن حاولت طوال العقد الماضي تقديم نفسها كضحية، وهو ما جعل الشارع حينها يتعاطف معها.