وصفت الملكة اليزابيث (ملكة بريطانيا الراحلة) بالمرأة الصلبة التي نجحت في جعل البريطانيين يلتفون حولها، كما جعلت بريطانيا تحتفظ بهيبتها وشعبيتها لسنوات طويلة، في وقت عانت فيه الكثير من الدول من أزمات فتكت بها و باقتصاداتها.
ويعد رحيلها فاصلا بالنسبة لملايين من البريطانييين الذين يكنون مشاعر تقدير وحب للملكة التي جلست على عرش البلاد منذ أكثر من 70 عاما وهي تحظى بشعبية كبيرة لدى عموم البريطانيين.
وللملكة البريطانية سجل حافل بالانجازات فقد كانت قائدة القوات المسلحة الملكية ورئيسة القضاء والخدمة المدنية، وقامت خلال رحلتها بالكثير من الزيارات الرسمية لأكثر من 117 دولة، وكانت ترعى أكثر من 600 جمعية ومؤسسة خيرية خلال فترة حكمها، والتقت بأكثر من 12 من رؤساء أمريكا وأجرت اجتماعات أسبوعية مع 15 من رؤساء وزراء بريطانيا ال 16 بداية من ونستون تشرشل إلى ليز تراس.
ولقد ولدت الملكة اليزابيث اليكسندرا ماري، في لندن وتلقت تعليما خاصا في منزلها، وكانت أطول ملوك بريطانيا عمرا وجلوسا على العرش بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدة جدها الملكة فيكتوريا البلاد.
وكانت ترأس كنيسة إنجلترا. منذ 6 فبراير 1952، وهي ملكة بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وهي رئيسة دول الكومنولث.
وكان والدها هو الابن الثاني للملك جورج الخامس والملكة ماري، ووالدتها هي الابنة الصغرى للأرستقراطي الأسكتلندي كلود باوز ليون الإيرل الـ14 لستراثمور وكينجورن، و سميت إليزابيث نسبة إلى والدتها، وأليكسندرا نسبة إلى والدة الملك جورج الخامس، التي كانت قد توفيت قبل ذلك بستة أشهر، كما سميت أيضا ماري نسبة إلى جدَتها لأبيها وكانت عائلتها المقربة منها تناديها بـ«ليليبت».
وارتقى والدها جورج السادس، عرش بريطانيا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه في عام 1936م، بعد رغبته في الزواج من واليس سمبسون دوقة وندسور، وهي امرأة مطلقة، مما تسبب في خلق أزمة دستورية في بريطانيا، ومنذ ذلِك الحين أصبحت إليزابيث الوريث المفترض للعرش.
وكان لها دور بارز خلال الحرب العالمية الثانية حيث انضمت للعمل في الخدمة الإقليمية الاحتياطية، وفي عام 1947م، تزوَّجت الملكة إليزابيث من الأمير فيليب، وأنجبت منه أربعة أبناء هم: الأمير تشارلز، والأميرة آن، والأمير أندرو، والأمير إدوارد.
وقابلت إليزابيث زوجها الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، ابن الأمير اليوناني الدنماركي آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرج، في عامي 1934م و1937م. وهما قريبان من خلال كريستيان التاسع ملك الدنمارك، حيث إنه والد جد الأمير فيليب لأبيه، وتم الإعلان عن خطوبتهما في يوليو 1947م وكان هناك الكثير من الاعتراضات على خطوبتهما، وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي وقتها كان سيئا، هذا غير أنه ولد بالخارج وأخواته البنات متزوجات من نبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية.
و تزوج دوق إدنبرة، فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر، 20 نوفمبر 1947م، وتلقوا بعد زفافهما أكثر من 2500 هدية من جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2021، وبعمر يناهز 99 عامًا، توفي الأمير فيليب، دوق إدنبرة، وحضر كبار أفراد العائلة المالكة الجنازة، والتي تقلص حجمها بسبب فايروس كورونا.
وفي يوم 6 فبراير من عام 1952م، توفي والدها، وأصبحت هي الملكة الشرعية.
وكانت شخصية الملكة اليزابيث مليئة بالأسرار والخبايا إذ كانت حياتها الشخصية صندوقا أسود بالنسبة للكثيرين، فهي نادرا ما تجري مقابلات أو لقاءات، أما آراؤها الشخصية والسياسية فكانت ترفض الإفصاح عنها.
وكانت ولا تزال ثروة إليزابيث الشخصية موضع تكهنات وتساؤلات لسنوات عديدة، وقدرت صاندي تايمز ثروتها الشخصية بنحو 350 مليون جنيه إسترليني، مما جعلها تحتل المرتبة 372 في قائمة أغنى أغنياء بريطانيا.