يحق للملكة إليزابيث الثانية، واسمها الكَامِل إِلِيزَابِيث أَلِيكسندرا ماريّ بعد 96 سنة من العمر على هذه الأرض أن تموت مطمئنة قريرة العين، أنها قد تركت خلفها مملكة قادرة على مواصلة الحياة، وشعباً يجيد مباشرة هذه الحياة.
بلد في 48 ساعة يجري تغييراً سياسياً، يأتي بامرأة لرئاسة الحكومة الجديدة، ثمّ يودّع ملكة تاريخية ليتوّج نجلها «تشارلز الثالث» ملكاً جديداً، والشعب ما بين التغيير السياسي والتغيير الملكي يعيش حياته كالمعتاد دون قلق أو خوف أو ارتباك.
لم تكتسب مملكة بريطانيا لقب العظمى هباء، بل اكتسبته لأنها مملكة جذورها ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا متميزة عن كافة البلدان. فريد أمرها كفرادة سياراتها التي تضع المقود على يمين السيارة لا على يسارها، كما تفعل كلّ الأوطان. هي الدولة الأولى في التاريخ التي شهدت أولى الثورات، وهي الدولة الوحيدة من حيث قدمها لم تنجح فيها أي ثورة.
صفاتها اكتسبتها من مناخها، وكأنها صُنعت على هوى غيومها، المطر فيها يهطل دون استئذان كما الشمس تشرق على هواها في سماء لندن، مروراً بمانشيستر وانتهاء بقصر برمنغهام. الرياضة فيها لا تنام، كلّ بطولات كرة القدم في أوروبا تأخذ إجازة عند كثافة سقوط الثلج ودرجات الحرارة بأعياد رأس السنة الميلادية، وحده الدوري الإنجليزي يواصل التنافس والمقامرة، والاشتباك بين الجماهير على هدف سُجّل أو هدف ضاع في غفلة حارس مرمى أو خطأ حكم المباراة، أو مستنقع في الملعب ملأه المطر بالماء.
تبهرنا دائماً بريطانيا العظمى بنسائها كالملكة اليزابيث الثانية والأولى، والمرأة الحديدية مارغريت تاتشر.. واليوم تموت امرأة كبيرة في هذه المملكة لتولد قبل موتها بساعات امرأة حديدية جديدة (ليز تراس) لترأس حكومة أصعب المراحل والأيام.
سيفتقد البريطانيون كثيراً ملكتهم التي يحبونها، لم يعاصرها جيل واحد بل أجيال. سيفتقدون أناقتها وقبعاتها المنتقاة بدقة ومهارة، وكأنها ليست فقط ملكة، بل فنانة ومصممة للأزياء.
تودع بريطانيا والعالم ملكة تاريخية عرفت الكثير من الأحداث العالمية والإنجليزية، والكثير الكثير من الأحداث داخل العائلة الملكية، إذ كان حرصها كبيراً على أن تبقى صامدة بوجه العواصف والإعلام والفضائح كما تفعل كل الأمهات مع عائلاتها.
ماتت إليزابيث الثانية.. عاش الملك تشارلز الثالث هذه أعراف بريطانيا العظمى حين يموت ملك.. يصرخون عاش الملك ويحملون نعش من مات بكل تقدير ووفاء وحزن واحترام.
بلد في 48 ساعة يجري تغييراً سياسياً، يأتي بامرأة لرئاسة الحكومة الجديدة، ثمّ يودّع ملكة تاريخية ليتوّج نجلها «تشارلز الثالث» ملكاً جديداً، والشعب ما بين التغيير السياسي والتغيير الملكي يعيش حياته كالمعتاد دون قلق أو خوف أو ارتباك.
لم تكتسب مملكة بريطانيا لقب العظمى هباء، بل اكتسبته لأنها مملكة جذورها ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا متميزة عن كافة البلدان. فريد أمرها كفرادة سياراتها التي تضع المقود على يمين السيارة لا على يسارها، كما تفعل كلّ الأوطان. هي الدولة الأولى في التاريخ التي شهدت أولى الثورات، وهي الدولة الوحيدة من حيث قدمها لم تنجح فيها أي ثورة.
صفاتها اكتسبتها من مناخها، وكأنها صُنعت على هوى غيومها، المطر فيها يهطل دون استئذان كما الشمس تشرق على هواها في سماء لندن، مروراً بمانشيستر وانتهاء بقصر برمنغهام. الرياضة فيها لا تنام، كلّ بطولات كرة القدم في أوروبا تأخذ إجازة عند كثافة سقوط الثلج ودرجات الحرارة بأعياد رأس السنة الميلادية، وحده الدوري الإنجليزي يواصل التنافس والمقامرة، والاشتباك بين الجماهير على هدف سُجّل أو هدف ضاع في غفلة حارس مرمى أو خطأ حكم المباراة، أو مستنقع في الملعب ملأه المطر بالماء.
تبهرنا دائماً بريطانيا العظمى بنسائها كالملكة اليزابيث الثانية والأولى، والمرأة الحديدية مارغريت تاتشر.. واليوم تموت امرأة كبيرة في هذه المملكة لتولد قبل موتها بساعات امرأة حديدية جديدة (ليز تراس) لترأس حكومة أصعب المراحل والأيام.
سيفتقد البريطانيون كثيراً ملكتهم التي يحبونها، لم يعاصرها جيل واحد بل أجيال. سيفتقدون أناقتها وقبعاتها المنتقاة بدقة ومهارة، وكأنها ليست فقط ملكة، بل فنانة ومصممة للأزياء.
تودع بريطانيا والعالم ملكة تاريخية عرفت الكثير من الأحداث العالمية والإنجليزية، والكثير الكثير من الأحداث داخل العائلة الملكية، إذ كان حرصها كبيراً على أن تبقى صامدة بوجه العواصف والإعلام والفضائح كما تفعل كل الأمهات مع عائلاتها.
ماتت إليزابيث الثانية.. عاش الملك تشارلز الثالث هذه أعراف بريطانيا العظمى حين يموت ملك.. يصرخون عاش الملك ويحملون نعش من مات بكل تقدير ووفاء وحزن واحترام.