ما يفوق «المليون حبة كبتاغون» تم ضبطها في مرفأ بيروت معدة للتهريب إلى دولة عربية. هذا الخبر الذي كشف عنه وزير داخلية لبنان بسام مولوي (السبت) لم يعد يصدم السامعين، لأن الشحنة المضبوطة لم تعد خبراً أو حدثاً منفصلاً عن طبيعة النظام الاقتصادي التابع لحسن نصر الله والأنظمة الاقتصادية لحلفائه التي تعتمد بشكل كبير على المخدرات، فأغلب التحقيقات التي أجريت كشفت أن المصدر أو الراعي أو الاسم المستخدم لتصدير هذه الشحنات هو أحد أذرع هذا المحور.
نصر الله الذي يصر على المضي في هذه التجارة رغم كل المطالبات العربية والغربية بوضع حد لهذا الأمر لما له من عواقب في الداخل والخارج، إلا أنه مستمر في تشويه صورة لبنان وأكثر من ذلك يبدو أنه مصر على جعل وظيفته الجديدة «تصدير الكبتاغون» محمية ومرعية أيضا، أما العمليات التي يسمح نصر الله بالكشف عنها وتوقيفها فتكون لأغراض سياسية، كون السياسة في لبنان هي تبادل مصالح.
حزب الله الذي يمارس سياسة التجاهل والإنكار في هذا الإطار، إلا أن سجلات مكتب التحقيقات الفيديرالي الأمريكي (FBI) توثق هذه الحقائق وفقاً لتصريح نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في تقريرها الشهير تحت عنوان «على أنقاض سورية.. ازدهار إمبراطورية المخدرات»، لتؤكد أن أنشطة الحزب في مجال المخدرات متجذرة وممتدة، إذ «تعود إلى إباحة بعض علماء الدين المرتبطين بالحزب تلك التجارة إذا ما بيعت المخدرات إلى أعداء الإسلام في سياق الحرب ضدهم».
وفي التقرير المذكور ورد أيضا أن النشاط الأكبر لحزب الله كان بمعونة النظام السوري بعد عام 2006، وذلك بعد حربه مع إسرائيل الّتي كانت لها تبعات اقتصادية فادحة دفعته إلى اللجوء إلى المخدّرات لتعويضها، كما أسهم نظام الأسد في نمو تلك التجارة، حيث تمتَّع بسلطات واسعة لوقت طويل في سهل البقاع اللبناني، وهو المصدر الرئيسي لزراعة القنب.