وسط إصرار حوثي على عدم تنفيذ بنود الهدنة ورفع سقف المطالبة الابتزازية سواء من الشرعية أو المجتمع الدولي وتنفيذ هجمات إرهابية ضد المواقع والثكنات العسكرية في محافظة لحج، يتخوف اليمنيون من عودة شبح الحرب جراء تصعيد الانقلاب ورفضه تنفيذ بنود الهدنة التي ستنتهي غداً (الأحد) 2 أكتوبر، وعدم رفع الحصار عن مدينة تعز.
وفي هذا السياق، رجح وكيل وزارة حقوق الإنسان عضو لجنة مفاوضات الأسرى ماجد فضائل في تصريح إلى «عكاظ» تمديد الهدنة على رغم أن هذا الأمر غير واضح حتى الآن. وأكد أن الحوثي لم يلتزم بالهدنة وحقق مكاسب من ورائها، إذ بلغت عائدات دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة أكثر من ١٥٠ مليار ريال يمني خلال الشهور الستة الماضية، لافتا إلى أنه وبدلا من استخدام المبالغ لدفع الرواتب استغلها في دعم وتجهيز مليشياته والاستعداد للحرب.
واتهم فضائل الحوثي بعدم الالتزام بأي من بنود الهدنة سواء ما يتعلق بفتح طرق تعز أو وقف إطلاق النار أو الإفراج عن المختطفين والأسرى وفق الاتفاق الموقع، مؤكدا تصاعد الخروقات وقصف الأحياء المدنية واستهداف الثكنات العسكرية وآخرها استهداف ثكنة عسكرية خلال الساعات الماضية في محافظة لحج ما تسبب في سقوط قتيلين وجريحين، وقصف مواقع احتفال ٢٦ سبتمبر في مديرية ميدي بمحافظة حجة، وزراعة الألغام في الحقول والطرق في مأرب والحديدة وسقوط قتلى من المدنيين.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة واستئناف العملية السياسية الشاملة للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع، مشدداً على ضرورة توسيع الهدنة بما يتماشى مع الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأممي هانس غرندوبرغ.
وطالب غوتيريش بتنفيذ شروط الهدنة بالكامل بما في ذلك التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى ودفع الرواتب لموظفي الخدمة المدنية.
بدوره، حذر المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ الحوثيين من تقويض فرصة تمديد الهدنة وممارسة ألاعيب سياسية، محذرا من أن الوقت ليس مناسباً لممارسة هذا النوع من الألعاب، داعيا إلى وضع أولويات واقعية على الطاولة وعدم دفع تكلفة التأخير في تمديد الهدنة إلى ما هو أبعد من ذلك.
وقال المبعوث الأمريكي خلال ندوة بمركز واشنطن للدراسات اليمنية: علينا اغتنام هذه اللحظة، وقد قمنا بالخطوة الأولى وعلينا أن ننتقل إلى الخطوة الثانية ونتحدث عن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ سنوات. كلا الجانبين يريدان دفع رواتب هؤلاء الموظفين، ويجب أن تكون هناك آلية يمكن وضعها لدفع الرواتب. وأفاد بأن مطالب الحوثيين غير واضحة رغم استعداد مجلس القيادة الرئاسي اليمني وحكومته للقيام بكل ما يمكن، مضيفا: لن أقول إن الهدنة هي كل شيء وإنما هي الخطوة الأولى، مشدداً على ضرورة إيجاد طريقة للحوار من قبل الأطراف.