«التاريخ يعيد نفسه»، لكن يبدو أن النظام القمعي في إيران لا يتعلم الدرس ولا يريد، إذ بدا أنه لا يعتقد كثيرا في هذه المقولة، فهو لا يضع إلا سيناريو وحيد للتعامل مع الاحتجاجات التي تحولت إلى «انتفاضة الشباب»، ألا وهو سيناريو «الاحتواء» المبني على التنكيل والقمع والقتل، لذا ربما لايراهن كثيرون على احتمالات سقوط نظام الملالي من خلال انتفاضة داخلية، إذ إنه على الرغم من تكرار الاحتجاجات وحالة الغليان في الشارع الإيراني، فإنها لم تتمكن بعد من الإطاحة بـ«ولاية الفقيه».
لكن الاحتجاجات ضد مقتل مهسا أميني والتي تدخل أسبوعها الرابع على التوالي، تطورت إلى انتفاضة فاضحة وكاشفة للديكتاتورية الإيرانية، خصوصا من خلال الفيديوهات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عكست رعب نظام طهران من الانتفاضة الشابة، التي توصف بأنها واحدة من أكبر موجات المظاهرات خلال السنوات الأخيرة.
الأجواء المصاحبة لـ«انتفاضة الشباب» والتي يقودها بارعون في استخدام التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، دفعت مراقبين سياسيين إلى الحديث عن إمكانية أن يعيد التاريخ نفسه ويحدث التغيير الذي يريده الإيرانيون متمثلا في الإطاحة بالنظام الذي يرون أنه شارف على النهاية، فحراك الشارع المزلزل يعيد إلى الأذهان نزول الملايين إلى الشوارع عام 1979. ويلفت المتابعون للشأن الإيراني في هذا السياق إلى تجاوز التنديد بمقتل الشابة الكردية إلى المطالبة بسقوط النظام، وتكرار هتافات «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي المهيمن على صناعة القرار.
ربما هنالك مؤشر آخر على معاناة نظام الملالي من هذه الاحتجاجات تمثل في إعلان خمسة ضباط دعمهم العلني للمنتفضين، بل وتأكيدهم أن هناك كثيرين داخل قوات الجيش يسمعون صوتهم وأنهم يدعمون تحركهم، بل ويطالبونهم بعدم التوقف واستمرار الحراك.
لكن ثمة مخاوف من أن يلجأ الملالي إلى استخدام القوة المميتة والقمع اللامحدود في حال تصاعدت موجة الاحتجاجات الحالية، التي لا تستبعد تحليلات غربية أن تتحول إلى ثورة إذا ما استمرت بنفس الوتيرة المتأججة وحالة الثورية المتصاعدة، إذ إن حراك الشارع المزلزل لم يعد يطالب بالإصلاح فحسب، بل يريد تغيير النظام الدموي، وهو ما من شأنه أن يدفع إلى تدخل اليد الحديدة للنظام ممثلة في الحرس الثوري لسحق المحتجين وإنهاء الحالة الثورية في الشارع، لأنه يدرك جيدا أن عامل الوقت ليس في صالحه خصوصا مع توالي الإدانات وفرض العقوبات من المجتمع الدولي مع ارتفاع أعداد القتلى والمعتقلين .
ومن هنا، فإن مثل هذه الاحتجاجات باتت بحاجة ماسة إلى تغيير إستراتيجية الدعم الخارجي لها، إذا لم تفلح سياسة العقوبات ضد نظام ولاية الفقيه في احتوائه أو في الإطاحة به حتى الآن ، ومن ثم يتعين على صانع القرار الدولي استبدال سياسات العصا والجزرة، والاسترضاء التي لم تؤت أوكلها على مدى أكثر من 40 عاما بتقديم الدعم الحقيقي والفعال للمحتجين للخلاص من النظام الإرهابي في طهران.
لكن الاحتجاجات ضد مقتل مهسا أميني والتي تدخل أسبوعها الرابع على التوالي، تطورت إلى انتفاضة فاضحة وكاشفة للديكتاتورية الإيرانية، خصوصا من خلال الفيديوهات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عكست رعب نظام طهران من الانتفاضة الشابة، التي توصف بأنها واحدة من أكبر موجات المظاهرات خلال السنوات الأخيرة.
الأجواء المصاحبة لـ«انتفاضة الشباب» والتي يقودها بارعون في استخدام التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، دفعت مراقبين سياسيين إلى الحديث عن إمكانية أن يعيد التاريخ نفسه ويحدث التغيير الذي يريده الإيرانيون متمثلا في الإطاحة بالنظام الذي يرون أنه شارف على النهاية، فحراك الشارع المزلزل يعيد إلى الأذهان نزول الملايين إلى الشوارع عام 1979. ويلفت المتابعون للشأن الإيراني في هذا السياق إلى تجاوز التنديد بمقتل الشابة الكردية إلى المطالبة بسقوط النظام، وتكرار هتافات «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي المهيمن على صناعة القرار.
ربما هنالك مؤشر آخر على معاناة نظام الملالي من هذه الاحتجاجات تمثل في إعلان خمسة ضباط دعمهم العلني للمنتفضين، بل وتأكيدهم أن هناك كثيرين داخل قوات الجيش يسمعون صوتهم وأنهم يدعمون تحركهم، بل ويطالبونهم بعدم التوقف واستمرار الحراك.
لكن ثمة مخاوف من أن يلجأ الملالي إلى استخدام القوة المميتة والقمع اللامحدود في حال تصاعدت موجة الاحتجاجات الحالية، التي لا تستبعد تحليلات غربية أن تتحول إلى ثورة إذا ما استمرت بنفس الوتيرة المتأججة وحالة الثورية المتصاعدة، إذ إن حراك الشارع المزلزل لم يعد يطالب بالإصلاح فحسب، بل يريد تغيير النظام الدموي، وهو ما من شأنه أن يدفع إلى تدخل اليد الحديدة للنظام ممثلة في الحرس الثوري لسحق المحتجين وإنهاء الحالة الثورية في الشارع، لأنه يدرك جيدا أن عامل الوقت ليس في صالحه خصوصا مع توالي الإدانات وفرض العقوبات من المجتمع الدولي مع ارتفاع أعداد القتلى والمعتقلين .
ومن هنا، فإن مثل هذه الاحتجاجات باتت بحاجة ماسة إلى تغيير إستراتيجية الدعم الخارجي لها، إذا لم تفلح سياسة العقوبات ضد نظام ولاية الفقيه في احتوائه أو في الإطاحة به حتى الآن ، ومن ثم يتعين على صانع القرار الدولي استبدال سياسات العصا والجزرة، والاسترضاء التي لم تؤت أوكلها على مدى أكثر من 40 عاما بتقديم الدعم الحقيقي والفعال للمحتجين للخلاص من النظام الإرهابي في طهران.