فيما تقترب الانتفاضة الشعبية ضد نظام المالي من نهاية أسبوعها الرابع، تمددت موجة الغضب العام إلى 177 مدينة، وارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 400 حالة منها 183 حددتها منظمة مجاهدي خلق، وطالت الاعتقالات أكثر من 20000، وسط حملة أمنية دامية تشنها أجهزة قمع نظام طهران.
وتسللت شعلة الغضب إلى الجامعات والمدارس، ورددت الطالبات شعارات ضد السلطة والحكم، داعيات إلى «رحيل الملالي» وسقوط «الديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. وهتف الشباب في العديد من الشوارع رغم الانتشار الأمني «الموت للظالم». وتبنى المتظاهرون تكتيكات جديدة لإيصال رسائلهم في ظل القيود التي فرضت على خدمة الإنترنت بهدف عرقلة محاولات التجمّع ومنع انتشار صور الحملة الأمنية.
وعلق البعض لافتة ضخمة على جسر فوق طريق «مدرّس» السريع الذي يمر في وسط طهران تحمل عبارة «لم نعد نخاف.. سنقاتل».
وظهر رجل في تسجيل انتشر على مواقع التواصل وهو يبدّل كلمات لافتة حكومية كبيرة كُتب عليها «الشرطة في خدمة الشعب» إلى «الشرطة قتلة الشعب».
ورغم محاولة مسؤولي النظام التقليل من انتفاضة الشباب، إذ وصفهم رئيس البلاد إبراهيم رئيسي لم ير في أصوات الشباب الصادحة هذه إلا «ذباباً»، بـ «مثيري الشغب» والذباب، فإن عديد المراقبين يرون أن الحراك الراهن في إيران غير مسبوق للتغيير خصوصاً بين أوساط الجيل الجديد والشباب الضالع في الإنترنت، أو ما يعرف بالجيل «Z». ورأت الخبيرة في الشؤون الإيرانية والرهينة السابقة في طهران كايلي مور جيلبرت، أن «عامل الخوف في إيران حطمه شباب البلاد الشجعان»، بحسب ما نقلت عنها صحيفة «التلغراف» البريطانية. وقالت إن هذا الجيل لم يعرف قط حكومة غير «الجمهورية الإسلامية»، ولم يعرف زعيماً أو حاكماً غير خامنئي. وأضافت أن نخب النظام كبيرة في السن، على الرغم من أن 60% من سكان البلاد تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ولفتت إلى أن هذا الجيل مثل الشباب في جميع أنحاء العالم، يتوق إلى حرية التعبير عن أنفسهم والعيش بالطريقة التي يرونها مناسبة، فشيخوخة إيران الدينية ببساطة لا علاقة لها بحياتهم.
يذكر أن «الجيل زد» هم الشباب المتبحرون في عالم الإنترنت ويعرف باسم «ضاهي هشتادي» باللغة الفارسية، أي «الثمانينيات»، في إشارة إلى السنوات 1375 - 1389 في التقويم الإيراني. أما في الغرب، فتدل عبارة الجيل Z على أولئك الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012 أو أكثر.
ودخلت الانتفاضة مرحلة جديدة من التصعيد تمثلت في إغلاق الأسواق والشركات، وتعطيل الدراسة. ونشرت الصحف المحلية والحكومية تقارير عن إغلاق الأسواق والشركات في مختلف المدن، محذرة من استمرارها، فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف المتظاهرين ورجال الشرطة مع اتساع رقعة الاحتجاجات.
وشهد أول يوم عمل (السبت)، إضافة إلى مظاهرات الشوارع، إغلاق الأسواق في العاصمة طهران وعدة مدن أخرى منها سنندج وشيراز، بعد مطالبات من النشطاء من التجار بدعم المحتجين من خلال إغلاق متاجرهم. وأغلقت الحكومة مدارس محافظة كردستان اليوم، وزعمت أن سبب إغلاق المدارس يعود إلى احتفال ديني.