في وقت تكثف أجهزة القمع الإيرانية حملتها ضد المحتجين خصوصاً في المناطق الكردية التي انطلقت منها شراراة المظاهرات، خطت الانتفاضة الشابة خطوة جديدة إلى الأمام عبر دعوات هي الأولى من نوعها لشباب أحياء طهران وعمال صناعة النفط بتنظيم تجمعات وإضرابات حاشدة على مستوى البلاد، اليوم (الأربعاء).
وأصدرت جماعة «شباب أحياء طهران» دعوة للتجمع من وقت الظهيرة وحتى الفجر في جميع الساحات والشوارع الرئيسية.
ورغم لجوء النظام إلى البطش والقمع في مواجه الاحتجاجات، فإن الدعوات تتزايد لتنظيم تجمعات احتجاجية كبيرة في مدن رئيسية وبلدات، إلى جانب إضراب عمال النفط والبتروكيماويات الذي ينذر بأزمة اقتصادية تضاف إلى تلك التي تعصف بإيران منذ أعوام.
وشهدت مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان إيران مواجهات عنيفة دفعت قوات الأمن إلى إطلاق النار بكثافة على المتظاهرين وسط أنباء عن خروج المدينة عن سيطرة النظام.
ومع استمرار المظاهرات الاحتجاجية ومواصلة قوات النظام لفضها بالقوة، تتزايد الدعوات لتنظيم تجمعات احتجاجية كبيرة في مدن رئيسية وبلدات ضد أعمال القمع والاعتقالات العشوائية.
المظاهرات الاحتجاجية باتت على أشدها وسط تعالي الأصوات لتغيير النظام الذي يرد بالقمع والرصاص من خلال قواته. ويمثل زخم الاحتجاجات تحدياً صعباً للمرشد علي خامنئي ورئيس النظام إبراهيم رئيسي.
لكن في الميدان لم يفلح رصاص الأمن ولا حتى الاعتقالات وحملات القمع الدامية حتى اللحظة في تقويض الاحتجاجات التي غطت مدن إيران من شمالها إلى جنوبها.
وبحسب منظمات حقوقية، فإن الاحتجاجات مستمرة للأسبوع الرابع في معظم مناطق إيران وخصوصاً الكردية رغم الأجواء الأمنية المتوترة وعسكرة المدن.
وكشفت تقارير لمنظمات حقوقية ودولية تأزم الأوضاع في إيران وتصاعد حدة المواجهات، بعد أن ارتفع عدد القتلى إلى 185 شخصاً بينهم 19 قاصراً على أيدي القوات الأمنية وأصيب المئات من المحتجين.
وشنت قوات النظام حملة اعتقالات مكثفة معظمها في كردستان وبلوشستان وطهران.
وهناك انتشار أمني كثيف في المناطق الكردية التي يزيد عددها على 10 ملايين شخص لمنع التجمعات.