على غرار ما قامت به قبائل سيناء بتعاونها مع قوات الجيش لدعم الدولة المصرية، في تطهير شبه جزيرة سيناء من الإرهاب، تشهد الصومال خلال تلك الأيام تحولاً شبيهاً بتعاون القبائل والعشائر الصومالية مع القوات الأمنية، لمواجهة النفوذ المتزايد لحركة الشباب الإرهابية التي ما زالت تمثل كابوساً يهدد استقرار البلاد.
وأفادت تقارير صومالية بأن «انتفاضة القبائل» للقضاء على التهديدات المرتبطة بالحركة والجهات الموالية لها ودعمها للجيش الصومالي ساعد في سقوط العشرات من عناصر تلك الحركة الإرهابية المسلحة.
واعتبرت خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز دراسات الأهرام بالقاهرة الدكتورة أميرة عبدالحليم لـ«عكاظ» أن القبائل الصومالية أصبحت أخيرا أحد الأطراف الفاعلة في المشهد العام داخل البلاد، مؤكدة أن القبائل تنظر إلى حركة الشباب بأنها أحد أبرز مصادر تهديد وجودها القبلي في حال سيطرتها على البلاد، لذلك أصبحت تعمل وبقوة بجانب قوات الجيش وساعدت في سقوط العشرات من عناصر الحركة وإلقاء القبض على بعض منهم وهو ما يعيد سيناريو تعاون قبائل سيناء مع قوات الجيش المصري لدحر الإرهاب من شبه جزيرة سيناء، موضحة أن التوسع الميداني لعناصر حركة الشباب في جنوب ووسط الصومال أصبح مختلفاً خلال الأشهر الماضية مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل المطاردة الأمنية والقبلية لعناصر الإرهاب، ورفض وجودها عقب ارتكابها جرائم إرهابية باستهداف عشرات المدنيين.
وأضافت عبدالحليم: «منذ وصول الرئيس حسن شيخ محمود إلى الحكم وهو يضع مواجهة حركة الشباب على رأس أولوياته، باعتبارها أبرز التحديات التي تواجه الصومال وأطلق ما وصفه بـ «الحرب الشاملة» على الإرهاب، بتحرير المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الشباب، كما تم وضع خطط أمنية لتقليص قدراتهم التمويلية، ووصل الأمر بقيام عدد من المواطنين الصوماليين بعد تراكم الضغوط عليهم بحمل السلاح بوجه المتطرفين من الحركة واستطاعت القوات الصومالية السيطرة على مواقع الحركة وإفشال عدد من مخططاتها الإرهابية».
وشددت خبيرة الشؤون الأفريقية على أهمية دعم المؤسسات الشرعية في الصومال عربياً ودولياً، وضرورة المشاركة بشكل إيجابي في تقديم الدعم اللازم لها، لاستعادة الأمن والسلام والاستقرار لتلك الدولة العربية الأفريقية، مؤكدة أن وجود حركة شباب المجاهدين لا تحمل تهديدات للصومال وحدها بل تمثل تهديداً لكل دول إقليم شرق أفريقيا بأكمله.