فيما هدد «حزب الله» بإفشال أي توافق على الرئيس اللبناني القادم ما لم يدن بالولاء لمليشياته، لا تزال أزمة التوافق بين الكتل النيابية على اسم الرئيس الجديد تراوح مكانها قبل أيام من الجلسة الثالثة المقررة بعد غد (الخميس).
وقال النائب عن كتلة حزب الله حسن عزالدين: «لا يمكن إيصال رئيس معادٍ لنا»، وزعم النائب عن نفس الكتلة محمد رعد، بأن هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم، ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيس جمهورية يُقر ويحترم ويعترف بنا.
ويرى مراقبون لبنانيون أن تصريحات نواب حزب الله تنذر ببقاء الأزمة وفشل البرلمان في الوصول إلى توافق نهائي على الشخصيات المرشحة خصوصاً أن ولاية الرئيس ميشال عون تنتهي في 31 أكتوبر.
وأكدوا أن إعلان حزب الله وحليفته حركة أمل يدعم خيار الفراغ السياسي وعدم التوافق على رئيس جديد حتى تصل الكتل المسيحية إلى اليأس والرضوخ بتعيين شخصية تلقى رضاهما، ولفت هؤلاء إلى أن الخلافات لا تزال قائمة بين قوى المعارضة والنواب التغييريين من جهة، وبين حزب الله وحلفائه من جهة ثانية.
وسخر نشطاء لبنانيون من تلك التصريحات، معتبرين أن «صنع في حزب الله» شعار وضعه نواب المليشيا لفرضه على مقاس كرسي الرئاسة الذي يريدونه أن يكون عميلاً لإيران ومليشياتها.
وفضح عدد من حلفاء حزب الله خطته في الجلسة القادمة، إذ كشف النائب عن تكتل لبنان القوي (حليف حزب الله) آلان عون عضو، أن التكتل سيصوت في الجلسة القادمة بـ«ورقة بيضاء»، بانتظار إنضاج التسوية، مضيفاً أنه لا يمكن إنجاز الاستحقاق الدستوري من دون التواصل والحوار بين الكتل النيابية، لأنّ لا أحد منها يملك الأكثرية الكافية لفرض شروطه.
فيما أفاد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأنهم لن يقبلوا برئيس لا يتمتع بحيثية شعبية ونيابية، أو ليس مدعوماً من كتلة نيابية وازنة شعبياً ومسيحياً بالتحديد، مشدداً على رفض تعيين رئيس من الخارج.
ولفت إلى أن وفد الحزب سلم رئيس مجلس النواب ورقة التيار للأولويات الرئاسية لفتح حوار للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق، مشدداً لدى بري كل التفهم والاستعداد والإيجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار.
وتشير المعلومات إلى أن كتلة التنمية والتحرير (الكتلة النيابية لحركة أمل برئاسة نبيه بري) لم تحسم مرشحها حتى الآن، إذ أكد النائب عن الكتلة ميشال موسى أن التنمية والتحرير ستبقى على خيار الورقة البيضاء في حال لم تتغير الصورة التي تحيط بالاستحقاق الرئاسي نتيجة الاتصالات التي تجرى علناً أو خارج الإعلام.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال في وقت سابق:لا أحد يريد رئيس تحدٍّ بل ما نطلبه رئيس يمكنه البدء بعملية الإنقاذ المطلوبة، بعد أن وصل لبنان إلى هذه الحالة السيئة، وإذا كانوا يعتبرون أن هذا الرئيس هو رئيس تحدٍّ فليكن عندها، مشدداً على ضرورة أن يتمتع الرئيس المنتظر بمشروع وطرح واضحين لخوض خطة الإنقاذ الفعلية والقيام بالإصلاحات المتوجبة علينا، وإعادة السلطة إلى الدولة.