فيما التزمت الأمم المتحدة ومبعوثها هانس غرندوبرغ الصمت إزاء قصف المليشيا الحوثية لموانئ تصدير النفط بمحافظتي شبوة وحضرموت، كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية لـ«عكاظ»، أن الحكومة الشرعية وجهت، اليوم (السبت)، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول استهداف المليشيا الحوثية لميناءي النشمة والضبة بالطيران المسير المفخخ المصنوع إيرانياً خلال الساعات الـ48 الماضية.
وقال المصدر: «الحكومة وجهت خطاباً إلى مجلس الأمن الدولي حذرت فيها من خطورة هذا العمل الإرهابي على عملية السلام»، مؤكداً أن الحكومة اليمنية أبلغت مجلس الأمن الدولي أن الخيارات مفتوحة أمامها للتعامل مع هذا التطور الخطير في مسارات الجرائم الإرهابية التي لن تكون فيها خطوط إمداد الطاقة العالمية والملاحة الدولية في أمان في ظل تهديدات المليشيا المستمرة وتنفيذها لجانب من تهديداتها.
وأشار المصدر إلى أن الحكومة ابلغت مجلس الأمن أنه في حال لم يتم العمل بشكل قوي وصارم لإدانة وتلافي تكرار هذا السلوك والفعل الإرهابي، فسيؤدي ذلك إلى آثار سلبية على الأمن والسلم الدوليين، مبيناً أن هذا الهجوم يكشف حقيقة موقف المليشيا الإرهابية ورغبتها في الرد على جهود المجتمع الدولي لاستعادة السلام بأي كلفة وخطورة تجاهل الطبيعة الإرهابية للمليشيا الحوثية.
وفي السياق ذاته، طالب سياسيون وناشطون يمنيون الحكومة اليمنية بالتحرك عسكرياً لردع المليشيا وأجبارها على وقف الجرائم والانتهاكات بحق المؤسسات المدنية تنفيذاً لأجندة إيرانية.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري: «الإدانة لم تعد كافية لهذا النزق والبغي الإرهابي الحوثي الذي لم يعد معه الحديث عن تمديد الهدنة مقبولاً؛ لذلك فإننا نحتفظ بحقنا في الرد على هذا الصلف وما يوازيه من تصعيد عدواني حوثي في جبهات المواجهة بالضالع ويافع وكرش، مطالباً المجتمع الدولي بإدراج المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في قوائم التنظيمات الإرهابية واتخاذ ما يلزم للجمها وردعها.
من جهته، اعتبر نائب المتحدث باسم حزب الإصلاح عدنان العديني أن الهجوم الحوثي الإرهابي على ميناء الضبة النفطي يمثل إصراراً من قبل المليشيا الحوثية في مواصلة نزعتها التدميرية لكل شيء، مطالباً برد يرقى الى مستوى التهديد ويتلاءم مع خطورة الفعل.
في حين قال عضو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية كامل الخوذاني الهجوم الحوثي اختبار مجلس القيادة الرئاسي منذ تشكيله، موكداً إن الهجومين على ميناءي الضبة والنشمة سيحددان لنا كشعب نوعية هذا المجلس الذي نعول عليه كثيراًَ، داعياً إلى ضرورة التحرك عسكرياً لردع المليشيا إزاء هذه الجريمة النكراء.
لكن المحلل العسكري محمد عبدالله الكميم يرى أن الهجوم رسالة إرهابية حوثية خطيرة ليس لليمن بل للأمن الإقليمي والعالمي، فما حدث في ميناءي شبوة وحضرموت من استهداف قريب من ميناء عدن والمخا وخطوط الملاحة الدولية خطير وينذر بكارثة.
وقال الكميم لـ «عكاظ»: «الصمت الدولي عن هذه الجريمة الإرهابية ستجعل الحوثي يتمادى أكثر في إرهابه»، مضيفاً: مجلس القيادة الرئاسي يقف خلفه شعب بأكمله ولن يخذلونه ولن يخسر المعركة في ظل إصرار الحوثي على العنف والإرهاب؛ ولذا ينبغي عليه التحرك عسكرياً وبشكل سريع لضرب تحصينات المليشيا ومخازن أسلحتها والتقدم في مختلف الجبهات بما فيها محافظة الحديدة الذي انتهك الحوثي اتفاقيتها (استوكهولم).
من جهته يرى مستشار وزير الإعلام اليمني فهد الشرفي أن إصرار المجتمع الدولي على الهدن الفاشلة وخطابات السلام هي ما دفعت الحوثي للتجرؤ على ارتكاب حماقته واستهداف الموانئ وقبلها مطار عدن، موضحاً أن الحوثي أضعف ما يمكن وصفه لكنه يستقوي بضعف المجتمع الدولي.