على خلفية الحرب في أوكرانيا، لا يزال الوضع متوتراً بين الغرب وروسيا التي تهدد باستخدام السلاح النووي وإعادة اقتحام العاصمة كييف خصوصاً بعد الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية على مواقع إستراتيجية تسيطر عليها موسكو.
وفي هذا السياق، رجح أكاديميون سعوديون عدم إمكانية لجوء روسيا إلى السلاح النووي في الحرب الدائرة حالياً، إلا أن الخيار لا يزال مطروحاً على الطاولة بحسب سير عمليات القتال.
واعتبر الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور هيثم عدوس، أن تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية تؤكد أن واشنطن خططت وساعدت القوات الأوكرانية على شن هجمات واسعة النطاق، وهو ما من شأنه أن يعطي موسكو الذريعة لشن ضربة نووية، ولفت في تعليق لـ «عكاظ» إلى أن تفجير خط أنابيب «سيل الشمال»، وأخيراً جسر القرم جعل الكثير من الشعب الروسي يطالب بالرد على هذه الهجمات رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم تكتيك الهدوء والرد غير المباشر.
وقال عدوس إن كل ما يجري الآن محاولات من الغرب لجر بوتين لرد فعل أكبر يمكن أن يتجسد في استخدام السلاح النووي التكتيكي إلا أنه من المستبعد أن يجر إلى هذا السيناريو الخطير، إلا إذا ضربت مواقع حساسة في روسيا وأحست بالتهديد الوجودي.
وتوقع أن يعيد بوتين اقتحام كييف أو ضم مناطق جديدة، معتبراً أن الحرب لن تنتهي إلا بأحد احتمالين وهما: إما فشل العملية العسكرية الروسية، أو انتصارها وسقوط النظام الأوكراني، وفي حال حدوث الانتصار فإن روسيا يمكن أن تهيمن على مناطق كبيرة من أوكرانيا أو لربما أوكرانيا بأكملها. وأضاف أن ترجيح كفة أحد الاحتمالين يتوقف على صلابة وقرار الغرب وقوة صموده ودعمه لأوكرانيا.
من جهته، استبعد الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد حمزة هاشم، احتمالات أن تلجأ روسيا إلى استخدام السلاح النووي سواء التكتيكي أو الاستراتيجي خلال الحرب، محذراً من مخاطره وتداعياته المدمرة سواء على روسيا أومعظم الدول الأوروبية، إلا أنه قال: إنه في حال استخدامه سيكون خياره هو النووي الميداني كونه سلاحاً قادراً على تدمير جيش كامل يتمركز في مساحة محددة، ولكن يظل هذا الأمر أمراً مستبعداً إلى حد بعيد.
ولا يتفق مع طرح أن بوتين يخطط مجدداً لاقتحام كييف أو ضم مناطق أوكرانية جديدة، موضحاً أن الهدف الأساسي له يتمثل في إسقاط النظام الأوكراني الحالي، وتمكين نظام جديد موال له، وضمان بقاء المناطق الأوكرانية التي ضمها تحت الهيمنة الروسية.