تختتم اليوم (الأربعاء) بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبداللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، أعمال الدورة العادية الـ31 للقمة العربية بمشاركة قادة ورؤساء الدول والحكومات العربية.
وتتطلع قمة الجزائر إلى جانب تعزيز العمل العربي المشترك في المجال السياسي، لتحقيق التوافق بخصوص التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة، ويسعى القادة العرب إلى اعتماد استراتيجية متكاملة، ستشكل خريطة طريق بالنسبة للعرب في التعامل مع مشكلة الأمن الغذائي العربي والأمن المائي.
ويجمع المشاركون في القمة من مراقبين أن مخرجات القمة ستعمل على إيجاد الآليات لتطبيق نتائجها، إذ يقول أستاذ العلاقات الدولية بجنيف حسني عبيدي أن النقاط المهمة التي سيخرج بها المجتمعون وتكون محور إعلان الجزائر تتمحور حول القضية المركزية، وهي قضية فلسطين والآليات التي سيتم من خلالها تطبيق اتفاق الجزائر حول الفصائل الفلسطينية، ومتابعة هذا الاتفاق بالإضافة لبند التدخل في شؤون الدول العربية وضرب استقرارها.
ويبدو أن هذا البند المتعلق بأمن الدول العربية يعد أيضاً أولوية لرد كل التدخلات وردع أي ضرب لأمن الدول واستقرارها.
واعتبر القادة العرب في خطاباتهم في اليوم الثاني من اجتماع الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية أنّ العرب اليوم أمام حتمية وإلزامية ضمان أمنهم الغذائي، وهذا يحتاج إلى توافق سياسي عربي في ظل تسارع الأحداث عالمياً، مطالبين بتشكيل تكتل لمواجهة المنافسة العالمية التي تعيشها الأسواق، لضمان قوة العرب.
ولقي الملف الاقتصادي والاجتماعي اهتماماً كبيراً في الجلسة الافتتاحية للدورة 31 للجامعة العربية بالجزائر، واعتبر ملف الأمن الغذائي من أهم الملفات التي ركز عليها القادة العرب في قمة الجزائر.
وكانت بنود الشق الاقتصادي محل إجماع الوفود العربية المشاركة من خبراء ووزراء الاقتصاد والتجارة، وتتعلق هذه البنود أساساً بالأمن الغذائي والمائي العربي وأزمة الطاقة وملفات تجارية، منها إقامة الاتحاد الجمركي العربي بهدف مواجهة أزمات غذائية خانقة للكثير من دول المنطقة، وتقدر قيمة واردات العرب من الأغذية بأكثر من 100 مليار دولار سنويّاً.
وأجمع المتداخلون في افتتاح أشغال الدورة الواحدة والثلاثين بمركز المؤتمرات «عبداللطيف رحال» بالجزائر على ضرورة تنسيق الجهود من أجل تأمين الغذاء للشعوب في المنطقة العربية، إذ اعتبر الرئيس الجزائري في كلمته الافتتاحية أنه يتعين علينا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة، مشدداً بالقول: «يتعين علينا جميعاً بناء تكتل اقتصاد عربي للتركيز على العمل العربي المشترك ذي الأثر الإيجابي الملموس بشكل سريع».
أما أمين الجامعة العربية فقد اعتبر أن الماء والطاقة والغذاء تعد من الأولويات التي يجب العمل على توفيرها.
الأمن الغذائي، بوصلة العرب الجديدة
وكان رئيس الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، وزير التجارة الجزائري كمال رزيق، قد صرح أنه تم التوافق على 24 بنداً وتوصية، في حوالى ساعة من النقاش فقط، وهذه البنود لها علاقة مباشرة بحياة المواطن العربي، خصوصاً ما يتعلق بالأمن الغذائي، وفيما يتعلق بالنظرة الاستشرافية لوزراء الاقتصاد العرب في المجلس، في إدارة القضايا المهمة في حياة الناس.
تمثلت نقاط قوة القمة العربية الواحدة والثلاثين التي تستضيفها الجزائر في الأول والثاني من نوفمبر في إقرار إستراتيجيات في الشق الاقتصادي، خصوصاً ما يتعلق بإقرار استراتيجيات الأمن الغذائي، والطاقوي التي تمثل الشغل الشاغل الأول للشعوب العربية في الوقت الراهن ومحاولة إيجاد البدائل والعمل على التعاون بين الدول العربية لخلق اكتفاء ذاتي في بعض الضروريات كالقمح.
إن التوافق بين القادة العرب في أهم القضايا العربية المطروحة على طاولة الاجتماع ليومين كحد أمثل، يمثل نجاحاً مهماً في الوقت الحالي، الذي يمكن التأسيس عليه للعمل على الاستراتيجيات المطروحة التي تجنب الشعوب العربية أزمات قد تغرقها أو تهدد وجودها.