في ثاني قافلة خلال أقل من أسبوعين، عاد عشرات اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم اليوم (السبت). وأفادت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية بأن «العودة الطوعية» ضمت اليوم 330 سورياً غادروا سهل البقاع إلى منطقة القلمون غربي سورية على حدود لبنان.
وكان نحو 500 لاجئ سوري قد غادروا لبنان إلى سورية في 26 أكتوبر ليصبحوا أول مجموعة تعود إلى الوطن منذ أكثر من عامين.
وبعد الإقامة لسنوات في لبنان، قرر العديد من اللاجئين السوريين العودة إلى ديارهم بعد تضررهم جراء الانهيار الاقتصادي التاريخي للبلاد الذي دام 3 سنوات، والذي ألقى بثلاثة أرباع اللبنانيين إلى الفقر.
ووفّر لبنان المأوى لأكثر من مليون لاجئ سوري، لكن الكثيرين يزعمون أن العدد أعلى بكثير. وسجلت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نحو 825 ألف سوري، لكنها توقفت عن الإحصاء عام 2015 بناء على طلب من السلطات اللبنانية.
وأعلن المسؤولون في وقت سابق من هذا العام خطة لإعادة 15 ألف لاجئ شهريا، والتي لم تتحقق حتى الآن.
وأطلق لبنان في 2018 رحلات «العودة الطوعية»، وكان السوريون يسجلون للعودة، ثم تدار القائمة من قبل مسؤولي الأمن السوريين لمعرفة ما إذا كان الأفراد ضمن القائمة مطلوبين أو يشكلون تهديداً أمنياً لدمشق. وجرى رفض بعض هذه الأسماء وتقليص القائمة الأصلية إلى الأسماء النهائية. ويمثل العائدون جزءاً صغيراً من عدد هائل من اللاجئين الذين لا يزالون في لبنان، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن سورية ليست مكاناً آمناً لعودة جماعية.
بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار للصحفيين قرب الحدود السورية، إن العائدين تلقوا ضمانات من السلطات اللبنانية والسورية بالعودة، داعيا المجتمع الدولي إلى تشجيع مثل هذه العودة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي أن يكونوا محايدين في هذه الحالة.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من جانبها، سبق أن أعلنت أن نحو 76 ألفا و500 لاجئ سوري عادوا طواعية من لبنان منذ عام 2016، بعضهم في رحلات نظمتها الحكومة والبعض الآخر بمفردهم.