على الرغم من الانسحاب الروسي من خيرسون يوم أمس (الجمعة)، وإعلان وزارة الدفاع الروسية أنها اتخذت «قرارا صعبا» بالانسحاب في ظل تقدم القوات الأوكرانية، أعلن الكرملين أن مقاطعة خيرسون بأكملها وعاصمتها تشكلان جزءا من روسيا.
تباينت الآراء بشأن خطوة الانسحاب، فثمة من رأى أنه مجرد خطوة تكتيكية تحمل في مضمونها رسائل سياسية، فيما اعتبره آخرون دليل التقدم الأوكراني على خلفية الدعم الغربي بالعتاد والذخيرة والسلاح النوعي الذي تمكن من قلب موازين المعركة على الأرض.
خبراء عسكريون طرحوا الانسحاب الروسي في خانة إعادة الانتشار والإعداد لهجوم مضاد ونصب فخ للقوات الأوكرانية بهدف استدراجها ومحاصرتها في مدينة كانت من أول المدن الإستراتيجية التي سقطت في قبضة الروس في بداية الحرب.
واعتبر هؤلاء أن الانسحاب ليس أمرا مفاجئا، خصوصا للروس، على خلفية تحذيرات باحتمالات تفجير كييف سد كاخوفكا ما سيؤدي إلى حصار القوات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.
ومن ثم فإن البقاء الروسي في الضفة اليمنى اعتبر بمثابة مخاطرة كبيرة ومجازفة بالأرواح والمعدات، وبحسب محللين عسكريين فإن الانسحاب الروسي سيدفع القوات الأوكرانية إلى السيطرة على المنطقة التي أخلاها الروسي، وهو ما سيجعلهم مكشوفين عسكريا وفي مرمى نيران الصواريخ والمدافع الروسية.
لكن هناك من يعتقدون أن الانسحاب الروسي يمكن أن يقود إلى تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية، أو يدشن لمرحلة جديدة من التفاوض بين موسكو وكييف والدخول في مرحلة تقديم التنازلات المتبادلة لإنهاء الحرب، كما أنه يمكن أن يفهم في إطار أن ثمة دوافع سياسية وبادرة حسن نية بشكل غير مباشر من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمة، وأنه لا بديل عن عودة الحوار والخيار الدبلوماسي.
من جهته، رحب البيت الأبيض اليوم (السبت)، بما وصفه بـ«الانتصار الكبير» للأوكرانيين في هذه المدينة التي أعلنت موسكو الاستيلاء عليها سبتمبر الماضي.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين، وهو في طريقه إلى قمة الآسيان في كمبوديا: «الأوكرانيون حققوا انتصارا استثنائيا، فقد عادت العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب تحت العلم الأوكراني». وأضاف: «هذا أمر رائع للغاية».