فيما دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الـ10 دون أن تلوح في الأفق أية بوادر على حل سياسي قريب، يبدو أن تصدعاً بدأ يضرب صفوف التحالف الغربي الداعم لكييف خصوصاً بين أمريكا والدول الأوروبية. وكشفت صحيفة «بوليتيكو». أن مسؤولين أوروبيين كبار عبروا عن غضبهم خلف الكواليس من إدارة الرئيس جو بايدن، متهمين إياها بجني ثروة من الحرب، بينما تعاني دول الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي قوله: الحقيقة، إذا نظرت إليها بكل وضوح فإن الدولة الأكثر استفادة من الحرب هي الولايات المتحدة؛ لأنها تبيع المزيد من الغاز وبأسعار أعلى، كما تبيع أيضاً المزيد من الأسلحة.
وحذر من أن أوروبا في منعطف تاريخي، وأن تعطيل التجارة وأسعار الطاقة المرتفعة تهدد بتأليب الرأي العام الأوروبي ضد كل من المجهود الحربي الذي يبذل لدعم أوكرانيا والتحالف عبر الأطلسي على السواء. ودعا واشنطن أن تدرك أن الرأي العام يتغير في العديد من الدول.
من جهته، اعترف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بأن الأمريكيين الذين وصفهم بالأصدقاء، يتخذون قرارات تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأوروبي.
وكانت الولايات المتحدة رفضت أن تكون قراراتها هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز أو الطاقة، مؤكدة أن الارتفاع في أسعار الغاز في أوروبا ناتج عن غزو روسيا لأوكرانيا. وأفاد البيت الأبيض بأن واشنطن رفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل كبير، ومكنت بالتالي الدول الأوروبية من تنويع مصادرها بعيداً عن روسيا. إلا أن الغضب الأوروبي يتنامى ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الغاز الأمريكي المباع إلى أوروبا، بل بسبب الإعانات الكبيرة والتسهيلات التي قدمتها، أخيراً، إدارة بايدن إلى الشركات العالمية، ما هدد الصناعة الأوروبية.
ويتخوف الأوروبيون من أن تطول الحرب الروسية أكثر بما يهدد الدعم الأوروبي لكييف، خصوصاً إذا استمر التضخم في تغذية نقمة الشعوب الأوروبية على سياسات حكوماتها.