شكل مقتل زعيم داعش الإرهابي أبي الحسن الهاشمي القرشي بعد شهور قليلة من تعيينه خليفة لعبد الله قرداشي، الذي قتل في فبراير الماضي بعملية أمريكية في سورية، ضربة قاصمة للتنظيم الذي ظل طوال الشهور الماضية يعيد تموضعه عبر عمليات دموية بعدد من دول المنطقة خصوصاً في العراق وسورية والصومال.
ويعد تعيين القرشي زعيماً للتنظيم الإرهابي ليكون الرابع في عمر التنظيم، بعد مقتل مؤسسه أبوبكر البغدادي عام 2019، وهو ما اعتبره محللون مصريون هزة كبيرة داخل التنظيم ستؤثر معنوياً على أفراده.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفى أمين لـ«عكاظ» أن إعلان داعش تعيين زعيم جديد له عقب مقتل قائده السابق رسالة لأفراد التنظيم بوجوده، وجذب مقاتلين جدد لصفوفه، خصوصاً أن التنظيم يحاول خلال الفترة الأخيرة إعادة بناء نفسه، من خلال عمليات إرهابية يتبناها في الصومال والعراق، وتعزيز قواعده الكبيرة في سورية والسعي للتمدد إلى وسط أفريقيا وعمقها، موضحاً أن مقتل القرشي وتعيين قرشي جديد، ومن قبله قرداشي خليفة لمؤسس التنظيم إبراهيم البغدادي، سينعكس على التنظيم وقواته، لكن لا يمكن اعتبار ذلك أن التنظيم انتهى بموت أحد قادته، وإن كان مقتل قادته يمثل هزيمة عسكرية له.
وتوقع أمين أن يقوم التنظيم الإرهابي بعمليات جديدة خلال الأيام القادمة ويعلن عنها، لكي يؤكد لمقاتليه أنه لا يزال موجوداً، مشيراً إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول التمدد في الصومال والمحافظات الحدودية العراقية، مستغلاً حالة الظروف الأمنية وعدم الاستقرار.
وحول كيفية مستقبل تنظيم داعش الإرهابي، ونهاية وجوده إقليمياً ودولياً، أوضح الباحث أن هذا الأمر يتوقف على عدة عوامل، من بينها استمرار الحرب العالمية على الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وتعاون دول العالم الكبرى مع دول المنطقة، لمواجهة الحركات المتطرفة بصفة عامة، وتوجيه ضربات جوية لأماكن تجمع الإرهابيين، خصوصاً في العراق وسورية والصومال، إضافة إلى ضرورة تحقيق معدلات تنموية عربية مقبولة، لمواجهة قضايا الفقر والبطالة، لافتاً إلى أن عملية اغتيال القرشي تعطي الرئيس جو بايدن مكسباً سياسياً مهماً على صعيد الأمن القومي، وهو أمر في أمسّ الحاجة إليه.