في مواجهة «انتفاضة ديسمبر» التي انطلقت اليوم (الإثنين)، وتستمر لمدة 3 أيام، بمشاركة واسعة من مختلف أطياف الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي، هدد الحرس الثوري المحتجين، بعدم الرحمة. وقال إن قوات الأمن لن ترحم «مثيري الشغب وقطّاع الطرق والإرهابيين»، على حد زعمه. وبحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، فقد أشاد الحرس الثوري بالقضاء لموقفه من الاحتجاجات وحثه على الإسراع في إصدار الأحكام بحق المتهمين بارتكاب «جرائم ضد أمن الوطن والإسلام».
وبعد دعوات لمشاركة واسعة بمظاهرات جديدة، بدأ الإيرانيون خصوصاً أصحاب المتاجر إضراباً يمتد لـ3 أيام في مدن مختلفة بعد نشر عدة دعوات للانضمام إليها.
وانتشرت الإضرابات في مدن عدة منها العاصمة طهران وشيراز وأصفهان وكرمان، وغيرها من شمال البلاد إلى جنوبها. وأظهر مقطع فيديو إضراب المحلات التجارية في مدينة كرمان عاصمة محافظة كرمان جنوب شرق إيران، وأظهر مقطع مماثل إضراب المحلات التجارية في مدينة لاهيجان بمحافظة جيلان في الشمال، إضافة إلى السوق والمحلات التجارية، انضم عمال إيرانيون إلى الإضرابات.
ووفقاً لمجلس تنسيق احتجاجات عمال عقود النفط في إيران، أضرب نحو 500 من عمال العقود العاملين في شركة خزانات بتروكيمياويات معشور جنوب غربي إيران، بحسب موقع «إيران إنترناشيونال».
في موازاة ذلك، بدأت الإضرابات في الجامعات، ووصفت كلية الاقتصاد بجامعة طهران هذا الإضراب بأنه «اعتراض حاسم على الأساتذة الذين لم يدعموا الشعب والطلاب وحتى زملاءهم فحسب، بل هددوا وأرهبوا الطلاب أحياناً ووقفوا إلی جانب النظام القامع». وأعرب مجموعة من الفنانين والرياضيين عن تضامنهم مع الإضرابات العامة.
واعتبرت المظاهرات التي عمّت عشرات المدن في كل أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية، ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضاً على أسعار الوقود في 2019، ما دفع السلطات إلى التشدد في التعامل مع المتظاهرين، والتوعد بالضرب بيد من حديد على من وصفتهم بـ«المشاغبين». وعمدت قوات قمع النظام إلى العنف واستخدام الرصاص الحي ما أوقع نحو 450 قتيلاً، بينما اعتقل الآلاف.