كشفت معلومات محاولة الانقلاب الفاشلة في ألمانيا وجود ذراع عسكرية للخلية التي جرى اعتقال عناصرها. وأفادت بمشاركة نحو 3000 عنصر من الشرطة الجنائية والقوات الخاصة الشرطية في مداهمات ضد أكثر من 100 عقار يملكها 51 مشتبها به في 11 ولاية ألمانية لتفكيك خلية إرهابية خططت لانقلاب وتأسيس نظام يميني متطرف.
ووفق التحقيقات، فإن المتهمين عملوا بالفعل على إنشاء هياكل شبيهة بنظام الحكم،
واستعدوا بشكل مكثف للانقلاب في الأشهر الماضية من خلال التدريب على إطلاق النار وتجنيد أعضاء جدد.
وتعرف أوراق المجموعة هيئة القيادة في المجموعة التي كان ينتظر أن تدير البلاد في حال نجاح الانقلاب بـ«المجلس» الذي يقوده الأمير هنري الثالث عشر (71 عاما)، الذي كان ينتظر أن ينصب ملكا على مملكة ألمانية جديدة في حال تمت المحاولة، وستكون للمجلس إدارات مختلفة تماما مثل الحكومة العادية، كالعدل والشؤون الخارجية والصحة.
ولدى هنري الثالث عشر مستشار خاص هو المتهم الثاني في القضية ويدعى «توماس تي». وكان من المقرر أن يقود قادة هذه الإدارات الوزارات الموازية في الحكومة بعد نجاح الانقلاب، على سبيل المثال كان من المخطط أن تتولى رئيسة إدارة العدل بيرجيت مالساك-وينكلمان، الوزارة نفسها.
وتندرج تحت «المجلس» ذراع عسكرية، خدم بعض أعضائها بحسب المحققين في الجيش الألماني في الماضي. وكانت مهمتها الرئيسية، هي الاستيلاء المخطط له بقوة السلاح على السلطة.
ولتحقيق هذه الهدف، أنشأت الذراع العسكرية شركات أمن خاصة منظمة عسكريا ومعظمها مسلح، بحسب ما أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية.
ويقود الذراع العسكرية في المجموعة روديغر فون بي، المقدم السابق في الجيش الألماني، والذي كان حتى أبريل 1996 قائد كتيبة المظليين 251 في منطقة كالو بولاية بادن فورتمبيرغ. ويتكون هيكل قيادة الذراع العسكرية من ضباط سابقين بالجيش، مثل ماكسيميليان إي، ومايكل إف، وفرانك إتش، وتوماس إم، ولفرام إس.
ونشطت خلال الأشهر الماضية قيادات الذراع العسكرية في تجنيد أعضاء جدد، وشراء الأسلحة والمعدات الأخرى، وإنشاء اتصالات مؤمنة بين قيادات المجموعة، وإدارة لتكنولوجيا المعلومات (استخبارات).
وكان الهدف هو تجنيد عناصر حالية في الجيش الألماني وضباط بالشرطة، ولهذا الغرض عقدت قيادات الذراع العسكرية، ما لا يقل عن 4 اجتماعات في ولاية بادن فورتمبيرغ، صيف عام 2022.
وفيما كان روديغر فون بي قائد الذراع العسكرية يتولى الحديث إلى المنضمين من هذه الأجهزة، حاول الشهر الماضي تجنيد عناصر من الشرطة في ولايات شمال ألمانيا.
ونقلت صحيفة «بيلد» عن التحقيقات، قيام أفراد من «الذراع العسكرية» باستكشاف ثكنات الجيش الألماني في هيسن وبادن فورتمبيرغ وبافاريا، للتحقق من ملاءمتها لإيواء قوات المجموعة بعد الإطاحة بالنظام الحالي. ويجري التحقيق مع المجموعة المحيطة بالأمير هنري للاشتباه في تشكيلها منظمة إرهابية والتخطيط لعمل عنف خطير يشكل خطرا على الدولة.
ووفق صحيفة «ذود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، فمن المحتمل أن تكون إجراءات ضبط الخلية التي قام بها المدعي العام الاتحادي والشرطة، إحدى أكبر إجراءات حماية الدولة في تاريخ الجمهورية الاتحادية.