أزمة من جديد تعيشها جماعة الإخوان «الإرهابية» بين جبهتي «لندن» و«أنقرة»، خاصة بعد تعيين الأولى الإخواني الهارب صلاح عبد الحق قائما بأعمال المرشد، بدلاً من محي الزايط عقب وفاة إبراهيم منير، وهو أمر رفضته جبهة أنقرة، وهو ما ينذر بمزيد من التشرذم والانقسام داخل الجماعة في المستقبل القريب، وهي خطوة اعتبرها مراقبون بأنها دليل على انهيار الجماعة.
وكشف المراقبون أن «جبهة لندن» طلبت من بعض الشباب في تركيا سرعة مغادرة البلاد والانضمام إليها، خاصة في ظل التقارب بين مصر وتركيا، وهي محاولة لزعزعة استقرار جبهة تركيا وانهيارها بالكامل.
وقال القيادي الإخواني السابق الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور سامح عيد إن هناك محاولات حدثت بين «جبهة لندن» وغريمتها الثانية «جبهة تركيا» بأن يتولى رئيس الجبهة الثانية محمود حسين القائم بأعمال المرشد، وبالتالي إنهاء حالة الانقسام ولمّ شمل جناحي الإخوان المتصارعين، إلا أن الجبهة الأولى رفضت الاقتراح، كما جاء الإعلان بالتوافق على تعيين صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد (جبهة لندن) بدلاً من محي الزايط لتعميق الأزمة بين الجانبين، لكون «جناح محمود حسين» رفض ذلك بشدة، لرغبته في السيطرة على مقدرات الجماعة الموجودة خارج البلاد بخلاف مجموعته، وبالتالي لا يوجد أي تقارب بين جبهات الإخوان المتناحرة، فكل منهما يرى شرعيته.
وكشف عيد لـ«عكاظ» أن جماعة الإخوان تعيش حالة كبيرة من الارتباك والفوضى، والخلاف بين «قيادات الإخوان» اتسع بشدة، خاصة بعد وفاة إبراهيم منير الذي ترك فراغاً كبيراً، لكونه يعد مهندس الجماعة وكبيرها، والخلاف الموجود حالياً يعد الأكثر بين جبهتي الجماعة، ويعد أكبر من الهزة التي أصابت الجماعة، عقب القبض على القائم بأعمال المرشد محمود عزت بأحد أحياء القاهرة عام 2020،، وهو ما تسبب في تنامي الخلافات بين أجنحتها المتصارعة على القيادة، كما أن القائم بأعمال المرشد الجديد صلاح عبد الحق ليس لديه «كاريزما» وليست لديه قدرة على حسم أي خلاف داخل التنظيم، أو أي خبرات إدارية أو تنظيمية، وهو ما سيعطي المزيد من الخلافات.
وأوضح الباحث أن التنظيم الإخواني فقد زخمه، ولم يعد له ثقل في الشارع السياسي، وربما يشهد المزيد من الانقسام الداخلي، خاصة في ظل ما يتردد أن الكماليين في تركيا سيسهمون في الصراع السياسي داخل التنظيم، لكونهم مختلفين كثيراً مع محمود حسين، الذي يعارض وجود الشباب في الهيئة العليا للتنظيم، وهي سيناريوهات كلها في النهاية ستؤدي إلى تبخر التنظيم.
يذكر أن صلاح عبد الحق القائم بأعمال المرشد (جبهة لندن) من مواليد 1945، ويبلغ من العمر 77 عاما، ويعتبر من منظري الجماعة ومؤرخيهم، وواحدا من مسؤولي التربية داخلها، تم سجنه وعمره 19 عاما حينما كان بالفرقة الأولى في كلية الطب، وكان المتهم رقم 34 بالقضية، بينما رافقه في ذات القضية صديق عمره المرشد الحالي محمد بديع، حينما كان طالبا بكلية الطب البيطري.