اميرة عبد الحليم
اميرة عبد الحليم
-A +A
محمد حفني (القاهرة)okaz_online@

نجحت القوات المسلحة الصومالية، بالتعاون مع مقاتلي العشائر في تدميرها مراكز سرية لتنظيم الشباب الإرهابي المرتبطة بتنظيم القاعدة في مناطق وقرى بمحافظة شبيلي، وطهرت عددا من المدن والمناطق من تلك العصابات واستولت على مقراتها التي كانت تتخذها منطلقا لعملياتها الإرهابية وفرض أموال إجبارية على المدنيين.

ووصف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ما تنفذه قواته بـ"الحرب الحاسمة"، لكن التساؤل لا يزال قائماً هل الحكومة الصومالية بالتعاون مع القبائل قادرة على القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي في عام 2023؟ في بلد أنهكتها الحرب على مدى عقدين من الزمن.

ويرى مراقبون أن القتال مع حركة الشباب "الإرهابية" في تصاعد مستمر، والجهود المشتركة التي يقوم بها بعض أبناء العشائر الصومالية مع الجيش الوطني لدحر الشباب من مختلف المناطق، هدفها فرض الاستقرار في البلاد بعد سنوات من الحرب والدمار وتوفير الخدمات للسكان.

وتنظر بعض القبائل إلى حركة "الشباب "كأحد أبرز مصادر التهديد للنظام القبلي، ولذا يعتبر مراقبون تسليح القبائل لمواجهة التنظيم الإرهابي أسلوبا حكوميا ربما لا يحقق أي نتائج فورية على الأرض، لكنه على فترات زمنية طويلة ستظهر نتائجه.

وقالت خبير الشؤون الأفريقية بمركز دراسات الأهرام بالقاهرة الدكتورة أميرة عبد الحليم لـ"عكاظ"، إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، خلال فترة رئاسته الأولى للبلاد من 2012- 2016، استطاع محاصرة الحركة، التي كانت على مقربة من العاصمة مقديشو للسيطرة على البلاد، ووجوده حالياً من جديد على رأس الدولة يعمل على ناحتين، الأولى محاصرة نشاط الحركة بكل قوة، والثانية توجيه استثمارات خارجية لتنمية البلاد، مؤكدة أن حركة الشباب مازالت تسيطر على مناطق وسط وجنوب الصومال، وهي مناطق تعد الأكثر مجاعة والأكثر فقراً وأن تلك المناطق تعد مشكلة كبرى لجهات الاستغاثة لعدم القدرة في الوصول إليها.

وأشارت أميرة إلى أن حركة الشباب في انحسار مستمر، بسبب قوة الضربات العسكرية التي تنفذها الدولة، لكن مازال وجودها قويا ومؤثرا على الأرض لعدة أسباب، يمكن حصرها بالتمويل الذاتي، وهى مشكلة خطيرة كونها تستفيد من الزراعة وتصدير الفحم بطرق غير شرعية وتحصيل الزكاة من المواطنين، مبينة أن الحركة الإرهابية تستغل الفراغات الأمنية في المناطق التي لا تستطيع الدولة الوصول إليها ويوجد فيها متعاطفون مع الحركة.

ولفتت إلى أن النظام القضائي للتنظيم الإرهابي يشكل رعباً، مبينة أن القبائل الصومالية لن تستطيع حسم المعركة ضد حركة الشباب في زمن محدد.

وأضافت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أن الحل لمواجهة أزمة الصومال، يأتي على رأسه جذب المعتدلين إلى جانب جناح الدولة، في ظل وجود تزايد في عدد المنشقين من عناصر الشباب خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت، بينهم قيادات بارزة، وضرورة توفير مظلة لحماية هؤلاء، وتدمير السلاح المتواجد مع الحركة كون كل ذلك يعد مكسبا للدولة الصومالية.