لم تتوقف إيران عن عربدتها وإرهابها في المنطقة وتهريبها للأسلحة إلى مليشيا الحوثي، عبر قادة في الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وحزب الله، بما فيها الصواريخ ووقودها والسماد الذي يدخل في صناعة الألغام والمخدّرات، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مفاوضات سياسية وإجهاض أي فرص للتوصّل إلى حل سلمي للنزاع، والتأثير على سير القتال والمعارك على الأرض لصالح المليشيات، وابتزاز المجتمع الدولي واستخدام الأزمة اليمنية كورقة للمساومة والضغط السياسي في أزمتها النووية مع دول العالم.
وكشفت تحقيقات أجرتها المقاومة الوطنية وخفر السواحل اليمنية في الساحل الغربي مع أكثر من 7 خلايا تهريب حوثية في سبتمبر الماضي، ألقي القبض عليهم في الساحل الغربي وخليج عدن والبحر العربي كانوا يستقلون قوارب، أنهم يعملون على تهريب الأسلحة من بعض السفن الإيرانية، كما ضبطت سفينة أسلحة يقودها بحارة إيرانيون وسلمت للأجهزة الأمنية في المهرة. واعترفت خلايا التهريب أن هناك قيادات حوثية وضباطاً من الحرس الثوري استقبلوهم في ميناء بندر عباس الإيراني ويتولون عملية التنسيق معهم وتحميل وشحن الأسلحة. وشاركت في عملية ضبط شحنات تهريب الأسلحة إلى جانب خفر السواحل اليمنية قوات تحالف دعم الشرعية والقوات الدولية والأساطيل الأمريكية والبريطانية في بحر العرب.
وأكدت مصادر أمنية يمنية لـ«عكاظ»، أن عام 2022 يعتبر عام النجاحات الأمنية والعسكرية للقوات الحكومية، إذ ضبطت مجموعة من شحن الأسلحة إضافة إلى أجهزة اتصالات وشحنة من نحو 4 شحنات من السماد الذي يدخل في صناعة الألغام، إضافة إلى عناصر أجنبية ويمنية متورّطة في هذه العمليات التي تنتهك القوانين اليمنية ويجرّمها القانون الدولي.
وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية (الجمعة) ضبط شاحنيتن على متنهما قطع طيران مسير كانت في طريقها لمليشيا الحوثي، مؤكدة الشحنة ضمن المحاولات الإيرانية للتمويه وتهريب الأسلحة للمليشيا.
وأشارت إلى أن تحالف دعم الشرعية نجح في تأهيل خفر السواحل اليمنية إضافة إلى أن هناك تعاوناً مع عدد من الدول بما فيها أمريكا التي دربت أكثر من 19 عنصراً من حرس الحدود اليمنيين الشهر الماضي على مكافحة التهريب والإرهاب البحري.
واعترضت القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط عدداً من سفن الصيد طوال العام 2022، بينها سفن صيد تستخدمها المليشيا في تهريب الأسلحة وآخرها الشهر الماضي 50 طناً من طلقات الذخيرة والصمّامات والوقود للصواريخ التي ضبطت في خليج عمان كانت في طريقها البحري من إيران إلى اليمن.
وعثرت القوات الأمريكية في الشهر الماضي على أكثر من مليون طلقة من عيار 7.62 ملم، و25 ألف طلقة ذخيرة عيار 12.7 ملم، ونحو 7 آلاف فتيل تقارب للصواريخ، وأكثر من 2100 كيلوغرام من الوقود الدافع لإطلاق قذائف صاروخية خلال العام الحالي.
وكانت القوات الأمريكية اعترضت نوفمبر الماضي سفينة صيد تحمل أكثر من 70 طناً من كلورات الأمونيوم، وهو عامل مؤكسد قوي يستخدم بشكل شائع لصنع وقود الصواريخ والمتفجّرات، فيما عثر بداخل السفينة على أكثر من 100 طن من سماد اليوريا، وهو مركب كيميائي له تطبيقات زراعية معروف أيضاً باستخدامه كمواد متفجّرة.
وكانت السعودية أعلنت في أغسطس الماضي تصنيف خمسة من قادة الحوثيين في قائمة الإرهاب لارتباطهم بتهريب الأسلحة وتلقّي تدريبات في إيران وشنّ هجمات باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على أهداف داخل وخارج اليمن وفي البحر الأحمر، وهم: منصور أحمد السعدي، وأحمد علي الحمزي، ومحمد عبدالكريم الغماري، وزكريا عبدالله يحيى حجر (هاجر)، وأحمد محمد علي الجوهري.