في الوقت الذي شهدت فيه ليبيا بوادر انفراجة لحل الأزمة العالقة منذ سنوات، عادت الاضطرابات مجدداً في محيط مطار العاصمة طرابلس الدولي بين مليشيات مختلفة استخدمت فيها المدافع والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتعليق الرحلات الجوية.
وعكس التصعيد التعقيدات التي تواجه القضية الليبية وغياب التوافق السياسي بين الفرقاء، خصوصاً بعد الحلول التي ظهرت في الأفق عقب اجتماع القاهرة، ومن قبله زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز لأول مرة طرابلس، ومطالب المبعوث الأممي عبد الله باتيلي المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل للأزمة الليبية، وسرعة إخراج المرتزقة من البلاد. ويرى مراقبون أن غياب الموقف الدولي في ليبيا سيؤدي إلى عدم وجود رؤية واضحة في بناء خريطة طريق بدلاً من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والتخوفات من الانزلاق في حروب وصراعات دامية وصعوبة إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية.
وكان رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة قد صعد من خطابه بعد التقارب بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، من خلال رفض ترشح عسكريين سابقين للانتخابات الرئاسية القادمة في رسالة موجهة لباشاغا الذي يعتبر عسكرياً، وتولى وزارة الداخلية في حكومة الوفاق السابقة، وهو ما يراه البعض عرقلة لجهود التوصل لأي حل.
وقال الباحث في الشؤون الليبية بمركز دراسات الأهرام أشرف أبو الهول لـ«عكاظ»: إن حل الأزمة الليبية يكمن في انتهاء دور حكومة عبد الحميد الدبيبة وإفراغ سيطرتها على مفاصل الدولة، فضلا عن ضرورة إنهاء وجود المليشيات في العاصمة طرابلس، مشدداً على أهمية دور المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الأزمة الليبية، وعمل مصالحة بين جميع الفرقاء، كون استمرار هذا الوضع سيكون الشعب الليبي ضحيته خصوصاً أنه لا يزال يدفع فاتورة الخلافات والانقسامات منذ عام 2011.
وأشار أبو الهول إلى الدور الكبير الذي تقوده القاهرة باستضافتها كافة القوى السياسية المختلفة الذي هدفه التوصل إلى حلول سلمية والجلوس على طاولة المفاوضات، من أجل إقامة انتخابات رئاسية ديموقراطية حقيقية شفافة، تحوي الجميع في أقرب وقت، محذراً من خطورة استمرار الجماعات المسلحة في التمركز، والمزيد من الانقسامات السياسية وتدهور الأوضاع المعيشية، وعدم توحد المؤسسات التنفيذية والسيادية، كون ذلك سيؤدي إلى إطالة أمد التوتر في طرابلس وحولها.